123
سأبكيك بالبيض الصِّفاح وبالقنا فإن بها ما يدرك الطالب الوترا
ولست كمن يبكي أخاه بعبرةٍ يعصرها من ماء مُقلته عَصْرا
دامت ولايته على المدينة شهرين وسبعة عشر يوماً. وأمه هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعه .. ، وكان مع أخيه إبراهيم، يلزمان البادية ويحبان الخلوة، ولا يأتيان الخلفاء ولا الولاة، لذلك ألح أبو جعفر المنصور عليها للمبايعة، ولكنهما اختفيا، وعندما خرجا بيَّضا لباس البياض خلافاً لسواد العباسيين وكان يوم قتل له من العمر ثلاث وخمسون سنة (1) ..
وقد رُوي أن عُوانة بن الحكم بن النعمان قال عندما ورد مقتله: ترحم عليه، وذكر فضله ثم قال: أخطأ الرأي في استهدافه لهم، ومقابلته إياهم بالقرب منهم، ولو تباعد عنهم حتى يجتمع أمره، ويرى رأيه لطالت مدته، فقيل له: قد أُشير عليه بذلك، لم يقبله، فتمثل عوانة بقول زهير (2):
أضاعت فلم تُغفر لها غفلاتها فلاقت بياناً عند آخر معهد
دماً حول شلو تحجل الطير حوله وبضع لحام في إهاب مقدد
ثم قال هل عين علينا: قالوا: لا، فقال محمد والله من الذين قال الله فيهم: (التائبون العابدون الحامدون السائحون، الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، والحافظون لحدود الله) (3) (4)
112 - عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام (5)
__________
1 - طبقات ابن سعد ج م ص 372 ت 298. 2 - ديوان زهير بن أبي سُلمى ص227 الهيئة العامة المصرية للكتاب، ط الدار القومية 1384 هـ - 1964م. 3 - سورة التوبة آية: 112. 4 - معجم الأدباء ج16 ص138. 5 - انظر ترجمته: نسب قريش 236، وما بعدها، تارخي ابن خلدون مجلد 3 ص405، تاريخ الإسلام ص21 حوادث سنة 145هـ.