كتاب تاريخ أمراء المدينة المنورة

125
ولي عهد المنصور، ولي الكوفة لأبي العباس السفاح، أحد قادة جيش المنصور، أرسله أبو جعفر في سنة 145هـ إلى المدينة لمحاربة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الذي استولى على المدينة، ولقب نفسه بالخليفة، وقال: أبو جعفر حين أرسله: لا أبالي أيهما قتل الآخر، إن قتل عيسى محمد فبها ونعمة، وإن قتل محمد عيسى استراح منه، ليعهد إلى ابنه المهدي، فسار عيسى في أربعة آلاف فارس، فكان له الظفر في خبر مطول أورده الطبري حول قتاله بالمدينة وإباحته المدينة وأهلها .. (1) أقام في المدينة أياماً، ويبدو أنه عين عبد الله بن الربيع الحارثي أميراً على المدينة أو ربما كان حامية عسكرية، وشخص عن المدينة في 19 رمضان 145هـ وكان قد بدأ معركته في أول رمضان ضد قوات محمد بن عبد الله بن الحسن .. وفي رواية أخرى: بعد شخوصه إلى مكة عين كثير بن الحُصين أميراً على المدينة لمدة شهر، حيث عين فيما بعد عبد الله بن الربيع (2). وقد ورد: أن ابن أبي ذئب دخل على عيسى بن موسى عند منصرفه من فخ، فوجده واجماً، يلمس عذراً لمن قتل، فقال له: أصلح الله الأمير، أنشدك شعراً كتب به يزيد بن معاوية يعتذر فيه إلى أهل المدينة من قتل الحسين بن علي عليهما السلام، قال: أنشدني، فأنشده (3): أبلغْ قريشاً على شَحْطِ المزار بها بيني وبين حُسين، الله والرِّحِمُ والقصيدة طويلة.
114 - كثير بن الحصين بن عامر بن عوف بن الحارث بن عباد بن الحارث بن عوف بن غنم العبدي أحد بني عبد الدار (4).
- أمير المدينة المنورة في خلافة أبي جعفر المنصور في 19 رمضان سنة 145هـ (5).
__________
1 - تاريخ الطبري ج7 ص552، 609،نسب قريش ص429 جمهرة أنساب العرب ص19، وأن أسماء ابنة الحسن بن عبدالله بن عبيد الله بن العباس بن عبدالمطلب، التي رفعت الراية السوداء على منارة مسجد مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم لقاء محمد بن عبدالله الحسين لعيسى بن موسى .. فكان ذلك سبب انهزام أهل المدينة. 2 - نسب قريش ص429، تاريخ الطبري ج7 ص600 ص578، 587، 599، 609، تاريخ خليفة 649، 672، 682. 3 - معجم الأدباء ج16 ص158. 4 - انظر ترجمته: تاريخ الطبري ج7 ص578، 587، 599، 609، تاريخ خليفة ص649، 672، 682 جمهرة النسب لابن الكلبي ص591، وورد في الجمهرة لابن الكلبي كثير بن حِصْن. 5 - تاريخ الطبري ج7 ص609.

الصفحة 125