129
وطردوا أميرها عبد الله بن الربيع وجنده من المدينة المنورة، وكان يقود هؤلاء السودان (أويتوا) هذا، وكان يطلق عليه من جماعته (أمير المؤمنين). وقال ابن أبي ذئب لبعض السودان ما هذا؟ فقالوا: أمير المؤمنين، فقال وهو يبتسم: يا رب إن كان في سابق علمك أن يلي أمرنا (أويتوا) هذا فارزقنا عدله. ثم استدرج (أويتوا) هذا حتى تم اعتقاله ومات في السجن. لقد ورد عند الطبري وابن الأثير أن السوداني الذي ولّي المدينة كان يدعى (وثيق، يعقل، رمقه). وقد انفرد صاحب العيون والحدائق بذكر هذا الاسم، فأدرجنا اسمه في قائمة الأمراء.
119 - أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبْرة بن أبي رُهْم بن عبد العزيز بن أبي قيس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي (1).
- أمير الصلاة في المدينة المنورة أثناء فتنة السودان بالمدينة واستيلائهم على المدينة في سنة 145هـ (2). ورد في ترجمة (وثيق) أمير المدينة المنورة استيلاءً في ولاية عبد الله بن الربيع الحارثي، أن أمير المدينة الشرعي عبد الله هذا فرَّ من المدينة، وكان بالسجن في تلك الفترة أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبْرة، وسبب سجنه أن المذكور كان على صدقات طيء في خلافة أبي جعفر المنصور وكان يتبع لأمير المدينة، فجاء المدينة وأعطى صدقات أسد وطيء إلى محمد ابن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الثائر على خلافة أبي جعفر المنصور، وتقوى بهذه الصدقة البالغة أربعة وعشرين ألف دينار، وبعد فشل حركة محمد بن عبدالله الطالبي، نُصح بالهرب، فقال مثلي لا يهرب فضربه والي المدينة الجديد كثير بن حصين سبعين سوطاً وحدده، وحبسه، ولما أطلقه السودان، خطب الناس ودعاهم إلى
__________
1 - ترجمته: تاريخ الطبري ج7 ص609 وما بعدها، نسب قريش ص629، طبقات ابن سعد ج م ص 458 ت 389، الجرح والتعديل ج3 ص306، تهذيب التهذيب ج12 ص27، تاريخ بغداد ج14 ص38، الكامل في التاريخ ج5 ص556 مختصر تاريخ دمشق ج8 ص142 ت124، وأخباره مطولة جداً في تاريخ الإسلام للذهبي ص32 - 33 حوادث سنة 145هـ.
2 - نفس المصادر السابقة والصفحات.