كتاب تاريخ أمراء المدينة المنورة

135
وفيه عشر خصال: لم تجتمع في غيره (1).
وكان في القعدد يناسب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وقف يزيد بن معاوية، ووقف عبد الصمد وهو مثله بينهما مائة سنة، وانت أسنانه قطعة واحدة مثل أن يُثغر، وكان عم المنصور، والمهدي والرشيد، وكانت قدمه ذراعاً، وليس في الأرض عباسية إلا ولها محرم، وهو أعرق الناس في العمى، لأنه أعمى بن أعمى بن أعمى بن أعمى بن أعمى (2). وروى عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن البر والصلة ليطيلان الأعمار، ويعمران الديار ويثريان الأموال، ولو كان القوم فجاراً، وله ذكر في كتب الأحاديث وقيل ليس بحجة، ولعل الحفاظ سكتوا عنه مداراة للدولة (3)، وقد وصف ابن أبي ذئب بأنه مراء: فأخذ ابن أبي ذئب عوداً من الأرض وقال: من أرائي؟ فوالله للناس عندي أهون من هذا، وكان ابن ذئب يفتي بالمدينة (4). وعندما كان والياً على المدينة، وكان حسن بن زيد بن .. علي - الوالي السابق - محبوساً بأمر من أبي جعفر المنصور - كتب إليه المهدي يستوصيه بحسن بن زيد، فأرسل عبد الصمد عشرة من الثقاة بينهم ابن أبي ذئب، فجاؤوا إليه وأخبروه أنه في سعة في سجنه، وقال لابن أبي ذئب ما تقول؟ قال ابن أبي ذئب: كذبوك وغروك، الرجل في مكان ضيق، ويُحدث تحته (5).
ظل أميراً على المدينة حتى وفاة أبي جعفر المنصور ولما ولي المهدي عزله في سنة 158هـ وولى بدلاً عنه محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت، ولي عبد الصمد الجزيرة للمهدي، ومات سنة 185هـ وصلى عليه الخليفة هارون الرشيد ودفن ليلاً في مقابر البرداني وله من العمر إحدى وثمانون سنة.
__________
1 - قريب النسب بالأجداد. 2 - العقد الثمين ج5 ص440، غاية المرام ج1 ص326، تاريخ بغداد ج11 ص37، وفيات العيان ج3 ص195، التحفة اللطيفة ج3 ص22. 3 - التحفة اللطيفة ج3 ص22. 4 - التحفة اللطيفة ج3 ص21، طبقات ابن سعد ج م ص 428. 5 - طبقات ابن سعد ج م ص 386، 417، 418. 6 - تاريخ خليفة ص732، التحفة اللطيفة ج3 ص23، تاريخ الطبري ج8 ص115.

الصفحة 135