كتاب تاريخ أمراء المدينة المنورة

20
وأقومه، وأنه لا يجير مشرك لقريش، ولا نفساً، ولا يحول دونه على مؤمن، وإنه من اعتبط (1) مؤمناً قتلاً عن بينة فإنه قَوْدٌ به، إلاَّ أن يرضى وليّ المقتول، وإن المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم إلا قيام عليه، وإنه لا يحلُّ لمؤمن أقرَّ بما في هذه الصحيفة، وآمن بالله واليوم الآخر، أنْ ينصرَ مُحدِثاً ولا يُؤْويه. وأنه من نصره أو أواه، فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل، وإنكم مهما اختلفتم فيه في شيء، فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم. إن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإن يهود بني عوف أُمة مع المؤمنين.
لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم، إلاًّ من ظلم وأثم، فإنه لا يُرتِغُ (2) إلا نفسه، وأهل بيته، وإن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف، وإنَّ ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني جُشم مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف، إلا من ظلم وأثم، فإنه لا يرتغ إلا نفسه، وأهل بيته، وإنَّ جفنة بطن مثل ثعلبة كأنفسهم، وإن لبني الشطيبة مثل ما ليهود بني عوف. وإن جفنة من ثعلبة كأنفسهم، وإن لبني الشطيبة مثل ما ليهود بني عوف. وإن البر دون الإثم وإنَ موالي ثعلبة كأنفهسم، وإن بطانة يهود كأنفسهم، وإنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد صلى الله عليه وسلم، وإنه لا ينحجز على ثار جُرج، وإنه من فتك فبنفسه فتك، وأهل بيته، إلا من ظلم، وإنَّ الله على أبرَّ (3) هذا، وإنَّ على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإنَّ بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وإنه بينهم النصح والنصيحة، والبرّ دون الإثم، وإنَّهُ لم يأثم اُمرؤ بحليفه وإنَّ النصر للمظلوم، وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإنَّ يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة، وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وإنه لا تجارُ حرمة إلاَّ بإذن أهلها. وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فإن مَرَدَّهُ إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره، وإنه لا
__________
1 - اعتبطه: أي قتله بلا جناية توجب قتله.
2 - يرتغ: يهلك
3 - على أبرَّ هذا: أي على الرضا به.

الصفحة 20