21
تُجار قريش ولا من نَصَرَها، وإن بينهم النصر على من دهمَ يثرب، وإذا دعوا إلى الصلح يصالحونه، ويلبسونه، فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وإنهم إذا دُعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين، إلا من حارب في الدين، على كُلِّ أُناسٍ حصتهم من جانبهم الذي قبلهم، وإنَّ يهود الأوس، مواليهم أنفسهم، على مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البرِّ المحض؟ من أهل الصحيفة .. وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظلم آثم، وإنه من خرج أمن، ومن قعد أمن بالمدينة، إلاَّ من ظلم أو أثم، وإنَّ الله جارٌ لمن برَّ واتقى، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
فالوثيقة هذه كانت دليل العمل للجميع، وعلى هذا الأساس تم إجلاء اليهود عن المدينة لأنهم خالفوا هذه المعاهدة التي كانوا طرفاً أساسياً فيها، وليس المجال هنا لذكر ما جرى في المدينة من أحداث فيما بعد لأنّ ذلك، مبثوث في المصادر المتعددة، وعلى رأسها "سيرة ابن هشام، وكتب التواريخ، ولكننا نبدأ في موضوع الكتاب الأساسي وهو تراجم أمراء المدينة وتاريخهم قبل الهجرة وحتى يومنا هذا.