كتاب تاريخ أمراء المدينة المنورة

27
المشهورين، واختلف في حضوره بدراً، وقيل الذي حضر أخوه لأبيه وأمه: السائب بن مظعون، وشهد المشاهد كلها فيما بعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد يوم اليمامة، وأصابه يومئذ سهم في خلافة أبي بكر رضي الله عنه سنة 12هـ، فمات السائب بعد ذلك من ذلك السهم وهو ابن بضع "وثلاثين سنة" وكان أول من دفن ببقيع الغرقد. وكان أحد من حرَّم الخمر بالجاهلية، وقال: لا أشرب شراباً يذهب عقلي ويضحك مني من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي، فلما حرمت الخمر أُتي وهو بالعوالي فقيل له: يا عثمان: قد حُرِمَتْ، فقال: تباً لها، قد كان بصري ثاقباً".
4 - أبو سَلَمَة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يَقْظَة ابن مُرّة بن كعبٍ بن لؤي (1).
- أمير المدينة المنورة في جمادى الأولى سنة 2هـ. استخلفه الرسول صلى الله عليه وسلم على المدينة المنورة في غزوة ذات العُشيرة (2) عدة أيام، وقيل شهراً. أُمُّهُ بَرَّة بنت عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصي، وكان أبو سلمة من مهاجرة الحبشة في الهجرتين جميعاً ومعه امرأته أم سلمة، وكان أول من قدم المدينة من المهاجرين، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن خيثمة، وشهد بدراً وأُحداً، وجرح بأُحد من قبل أبو أسامة الجُشمي رماه بِمَعبلَةٍ في عضدهِ فمكث شهراً يداويه فبرأ، فيما بعد، وقد اندمل الجرح على بغي لا يعرفه، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية إلى بني أسد بقطن. فغاب بضع عشرة ليلة ثم قدم المدينة فانتفض به الجرح فاشتكى فمات، فأغمض الرسول صلى الله عليه وسلم عينيه بكفيه، ودفن بالمدينة، وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، وقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم امرأته أم سلمة، واسمها هند بنت أبي أُمية بن حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وقد أجاره أبو طالب في بدء الدعوة الإسلامية كونه ابن أخته، وكانت وفاته سنة 3 هـ.
__________
1 - انظر ترجمته: طبقات ابن سعد ج3 ص239، السيرة النبوية ج1 ص598، ص252، وما بعدها، جمهرة أنساب العرب ص143، طبقات خليفة ص20، صفة الصفوة ج1 ص441، التحفة اللطيفة ج1 ص78 تاريخ الإسلام للذهبي قسم المغازي ص47 تاريخ الطبري ج2 ص408، البداي والنهاية ج3 ص246، عيون التواريخ ج1 ص107.
2 - العُشيرة: من ناحية ينبع بين مكة والمدينة، من أرض بني مُدْلج، معجم البلدان ج4 ص127.

الصفحة 27