49
واليمن، ففعل أفعالاً قبيحة ووسوس في آخر أيامه، وقيل عنه: كان أميراً سرياً، بطلاً شجاعاً، فاتكاً خرج إلى اليمن في ألف فارس يطلب بدم عثمان، وقد هدم دوراً كثيرة بالمدينة، وقال لأهل المدينة: لولا عهد أمير المؤمنين ما تركت بها أحداً إلا قتلته، وكان إذا دعا ربما يُجاب، مات في إمارة عبد الملك بن مروان بالمدينة، وقيل بالشام، واختلف في تحديد زمن وفاته ومكانها، والأرجح أنها كانت في آخرأيام معاوية كما ذكر المقريزي بالمقفى الكبير، وقد قتل عبيد الله بن العباس باليمن وهو صغير السن، وقد سبى مسلمات باليمن، فأُقمنَ للبيع، وله كناية في الروم، دخل وحده إلى كنيستهم فقتل جماعة، وجُرح جراحات، ثم تلاحق أجناده فأدركوا به وهو يذُبُّ عن نفسه بسيفه، فقتلوا من بقي، واحتملوه، وفي الآخر جعل له في القراب سيف من خشب لئلاً يبطش بأحد، وبقي إلى حدود سنة سبعين رحمه الله. وعلى هذا فولاية بُسْر للمدينة المنورة ومكة المكرمة لم تكن بعهد من الخليفة معاوية ولكنه كقائد عسكري مرَّ بها ومكث بها مدة فهو الوالي الحقيقي. وذكر أن أبا أيوب الأنصاري كان عليها عندئذٍ ففرَّ من بُسْر هذا، فمدة ولايته قصيرة ولا سبيل إلى تحديدها.
37 - أبو هُريرة الدُوسي اليماني، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)
اُخْتُلفَ في اسمه على أقوال جَمَّة أرجحها: عبد الرحمن بن صخر، وقيل ابن غَنْم، وقيل كان اسمه: عبد شمس، وعبد الله، وقيل: سُكين، عامر، بردير، عبد بن غَنْم، عمرو، سعيد، وكذا في اسم أبيه، قال ابن الكلبي هو عُمير بن عامر بن ذي الشرى بن طريف بن عَيَّان ... بن مالك بن نصر بن الأزد، ويقال: كان في الجاهلية اسمه: عبد شمس، أبو الأسود، فسمَّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وكنَّاه: أبا هُريرة.
- أمير المدينة المنورة في خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة 40هـ.
__________
1 - نظر ترجمته: طبقات ابن سعد ج2 ص362، ص325، طبقات خليفة ص114، تاريخ خليفة ص225، 227، المعارف ص277، أخبار القضاة ج1 ص111، الاستيعاب ج4 ص1768، حلية الأولياء ج1 ص376، 385،أسد الغابة ج6 ص318 طبقات القراء ج1 ص371، تهذيب التهذيب ج12 ص362، الإصابة ج12 ص63 شذرات الذهب ج1 ص63 سير أعلام النبلاء ج2 ص578 - 632، الفتوح لابن الأعثم الكوفي ج4 ص55، التحفة اللطيفة ج1 ص83 تاريخ الطبري ج1 ص12 - 570، ج2 ص16 - 570، ج3 ص16، 307 .. نسب ابن الكلبي ص335، جمهرة أنساب العرب ص382.