كتاب تاريخ أمراء المدينة المنورة

53
الأيمان ألا يرجعوا إليهم، وقد لقيهم مسلم بن عقبة المريّ قائد جيش يزيد وحرَّضه مروان على أهل المدينة، وقام بمؤازرته ونصحه ومعاونته، فكتب إلى يزيد هذا الصنيع له، ثم ذهب مروان إلى الشام وقربه يزيد وأدناه منه، ولما مات يزيد ولي ابنه معاوية الذي مات بدوره بعد 40 يوماً واختلف الناس فيمن يولونه على أنفسهم، وكان أقوى المنافسين للأمويين عبد الله بن الزبير الذي بايعه معظم قادة الأجناد في الشام والحجاز، وذهب مروان ابن الحكم لمبايعته، فلقيه عبيد الله بن زياد فأثناه عن ذلك وقال له: أرضيت لنفسك بهذا، تبايع لأبي خبيب وأنت سيد بني مناف! والله لأنت أولى بها منه، فقال له مروان: فما الرأي؟ قال: أن ترجع وتدعو إلى نفسك، وأنا أكفيك قريشاً ومواليها، ولا يخالفك منهم أحد، فقال عمرو بن سعيد: صدق عبيد الله، إنك لجذم قريش وشيخها وسيدها .. واستطاع عبيد الله إقناعه بالعودة إلى دمشق ومكر بالضحاك بن قيس والعديد من الشخصيات الأموية حتى استطاع تقديمه للناس بأنه الخليفة المنتظر، واستطاع أن يلي الشام ومصر، وظلت الحجاز بيد ابن الزبير حتى مات مروان بن الحكم في خبر مطول، أن زوجته كانت وراء مقتله، ولا نعتقد ذلك، ودامت ولايته أكثر من 6 أشهر وكان عمره عندما مات 64 سنة وذلك في رمضان سنة 65هـ. وذكر أن مروان عندما كان والياً على المدينة يجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشيرهم ويعمل بما يجمعون له عليه، وينسب إليه صاع مروان وهو مكيال للحبِّ مشهور".
40 - عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصي (1).
- أمير المدينة المنورة لمعاوية بن أبي سفيان في سنة 42هـ أو ما بعدها.
- أمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص .. استعمل معاوية على أهل المدينة
__________
1 - ترجمته: الطبقت لابن سعد ج5 ص223 - 235، التحفة اللطيفة ج1 ص831 ج3 ص90، تهذيب التهذيب ج6 ص423 ترجمة 878، تاريخ الطبري ج5 ص308، وما بعدها، تاريخ خليفة ص248، طبقات خليفة ت2061، المحبَّر ص377، المعارف ص355، تاريخ اليعقوبي ص143، مروج الذهب ج3 ص292، تاريخ بغداد ج10، ص388، تاريخ ابن عساكر ج10، ص252 الكامل في التاريخ ج4 ص517،تهذيب التهذيب ج2 ص253، فوات الوفيات ج2 ص402، البداية والنهاية ج8 ص260، العقد الثمين ج5 ص512، النجوم الزاهرة ج1 ص212 شذرات الذهب ج1 ص97، سير أعلام النبلاء ج4 ص246 ترجمة 89.

الصفحة 53