60
لما أجمع أهل المدينة سنة 62هـ على طرد بني أمية ووالي المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان، بايعه أهل المدينة، وعزلوا يزيداً فخطب الناس: فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء، إن رجلاً ينكح الأمهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمر ويدع الصلاة، والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاء حسناً، وكان يبيت بالمسجد، وكان دائم الصياح، وكان قد وفد إلى يزيد وبايعه وأعطاه يزيد مئة ألف درهم ولكل واحد من بنيه الثمانية عشر آلاف درهم سوى الكسوة وحملانهم، فقال له أهل المدينة علمنا أنه أجداك وأعطاك. فقال: جئتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا بنيَّ هؤلاء لجاهدته بهم، وما قبلته منه إلا لأتقوى به، وقام أهل المدينة بوضع القطران والجيف في كل ماء على طريق الشام وغوروه خوفا ًمن جيش يزيد، وذكر أن جيش يزيد عند خروجه من الشام حتى المدينة لم يستسقوا من بئر ونبع لأن الله أرسل عليهم السماء وعند مقدم جيش الشام دارت الدائرة على عبد الله بن حنظلة فقتل شبه وحيد حيث فرَّ عنه معظم أهل المدينة في ذي الحجة سنة 63هـ وأخبار قتاله مطولة في المصادر وخاصة طبقات ابن سعد. وعند البلاذري: ولي أمر المدينة.
46 - عبد الله بن مُطيع بن الأسود بن حارثة بن نَضْلة بن عوف بن عبيد بن عُوَيج ابن عدي بن كعب (1) ورفاقه
- أمير المدينة المنورة بمبايعة أهلها في خلافة يزيد بن معاوية سن 62هـ، والكوفة لابن الزبير.
أمه أم هشام آمنة بنت أبي الخيار، واسمه عبد ياليل بن عبد مناف. روى عنه أنه أراد أن يفرَّ من المدينة ليالي فتنة يزيد بن معاوية، كي لا يعطي للأمويين طاعة، وأثناه عن ذلك عبد الله بن عمر، لحديث سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم: من مات ولا بيعة له، مات ميتة جاهلية (2). وكان هو أحد ثلاثة صيَّر أهل المدينة أمرهم إليهم، إبراهيم بن نُعيم النَّحَّام،
__________
1 - ترجمته: طبقات ابن سع ج5 ص144، التحفة اللطيفة ج2 ص421 ت2270، طبقات خليفة ص234 وورد خلاف في ضبط الاسم واسم الأم يخالف الطبقات لابن سعد حيث ورد اسم الأم آمنة، تاريخ الطبري ج5 ص351، 395، 481، 487، 576، 622، ج6 ص7 - 105، جمهرة النسب للكلبي ص108، 547 أنساب الأشراف ق4 ج1.
2 - طبقات ابن سعد ج5 ص144، التحفة اللطيفة ج2 ص421، جمهرة النسب ص108.