66
من أهل حمص روى عن بلال، وكان بدمشق حين عزم معاوية على الخروج إلى صفين، وخرج معه، وولي الصائفة ليزيد بن معاوية، وكان أميراً على جند حمص وكان في الجيش الذي وجهه يزيد إلى المدينة لقتال أهل الحرَّة، وأمر مسلم بن عقبة باستخلافه على الجيش إن نزل به الموت، حاصر الحصين ابن الزبير في مكة، ورماها بالمنجنيق، واحترقت في حصاره، ومات يزيد وهو على حصار مكة. قال له مسلم: يا برذعة الحمار، لولا عهد أمير المؤمنين إليّ فيك، ما عهدت إليك، اسمع عهدي: لا تمكن قريشاً من أذنك، ولا تردهم على ثلاث: الوقاف، ثم الثقاف، ثم الانصراف، إنك أعرابي جلف. وقومه من السكون خرجت منهم فتن كثيرة، كان منهم من غزا عثمان، وسودان بن حمران الذي قتل عثمان منهم، وابن ملجم قاتل علي منهم، وفهم حصين هذا، ولما عرضوا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أعرض عنهم وقال: إني عنهم لمتردد، وما مرَّ بي قوم من العرب أكره إليَّ منهم، ثم أمضاهم، وكان يذكرهم بالكراهية، ثم قُتل حصين عام الخازر مع عبيد الله بن زياد سنة 67هـ قتلهم إبراهيم بن الأشتر، وحرقهم بالنار، وبعث برؤوسهم إلى المختار فُنصِبت بمكة والمدينة. أما ولايته على المدينة، فقد ولي بعد موت مسلم بن عقبة، وبعد موت يزيد بن معاوية حاول مبايعة ابن الزبير، لكن ابن الزبير أبى ذلك وقال الحصين عنه: كنت أظن أن له رأياً .. ثم صار الحصين، وقلَّ عليه وجيشه العلف، واجترأ على جيشه أهل المدينة، وأهل الحجاز، وجعلوا يتخطفونهم وذلوا، وسار مععهم بنو أمية من المدينة إلى الشام". والذي أراه أنه ولي المدينة مدة قصيرة بعد اقصاء روح بن زنباع، لكنه أجبر مع بني أمية على مغادرة المدينة إلى الشام، فهو على أي حال أمير على المدينة، ولو لمدة قصيرة.
52
- أمير مجهول (1)؟
في سنة 64هـ، وثب أهل المدينة على مَنْ بها من الأمويين، وطردوهم إلى الشام
__________
1 - انظر تاريخ الإسلام للذهبي حوادث سنة 64هـ.
67