كتاب تاريخ أمراء المدينة المنورة

80
وذكر الواقدي عن ابن سعد: أن عبد الملك بن مروان عزله عن المدينة سنة 73هـ، بعد أن وليها خمسة أشهر ثم عزله في سنة 73هـ وولى بدلاً عنه الحجاج بن يوسف الثقفي (1).
ومعنى هذا أن المذكور كان أحد قواد جيش عبد الملك بن مروان الذين أرسلوا للمدينة المنورة واستولوا عليها وطردوا واليها السابق طلحة بن عبد الله، وظل فيها حتى جاء الحجاج بن يوسف الثقفي وولي الحجاز بعد القضاء على ابن الزبير، وقد ورد أن سبب عزله عن المدينة، المديح الذي قاله طارق بن عمرو لابن الزبير بعد مصرعه إذ قال طارق ما ولدت النساء أذكر من هذا!! فاستنكر الحجاج هذا المديح وقال له: أتقرظ مخالفاً لأمير المؤمنين وطاعته؟! فأجاب طارق قائلاً: ذلك أعذر لنا في محاصرته سبعة أشهر ونصفاً .. وهو من غير حصن ولا منعة (2)، ولعل هذا الكلام وصل إلى عبد الملك الذي فضل الحجاج بن يوسف على طارق بن عمرو لإخلاص الحجاج المطلق للخليفة، وهناك سبب آخر أن المدينة كانت معقلاً للعرب وتعيين مولى عثمان هذا يجعل أهل المدينة لا يرضون به بدليل قول الشاعر (3):
ولو تكلمن ذممن طارقا ... والدهر قد أمَّرَ عبداً آبقَاً
71 - رجل من أهل الشام (4)
أمير المدينة المنورة في سنة 72هـ في خلافة عبد الملك بن مروان (5)
عندما قدم طارق بن عمرو في ذي القعدة سنة 72هـ المدينة، وأخرج عنها طلحة النَّدى عامل ابن الزبير، وولى مكانه رجلاً من أهل الشام، وسار إلى الحجاج بمكة في خمسة آلاف (6).
__________
1 - تاريخ خلفة ص341، تاريخ الطبري ج6 ص166، 193. 2 - أنساب الأشراف للبلاذري ج5 ص367 - 368. 3 - أنساب الأشراف للبلاذري ج5 ص356. 4 - ترجمته: تاريخ ابن خلدون مجلد 3 ص85 - 68. 5 - تاريخ ابن خلدون مجلد 3 ص85. 6 - نفس المصدر السابق.

الصفحة 80