كتاب مجلس من أمالي ابن الأنباري

10- حدثنا محمد بن الحسن، حدثنا أبو بكر، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى النَّحْوِيُّ:
أَنْشَدَنَا الْكِسَائِيُّ فِي مَجْلِسِ الرَّشِيدِ، وَالْأَصْمَعِيُّ حاضرٌ، هَذَا الْبَيْتَ:
-[29]- أَمْ كَيْفَ يَنْفعُ مَا تُعْطِي الْعَلُوقُ بِهِ ... رِئْمانُ أنفٍ إِذَا مَا ضُن بِاللَّبَنِ
فَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: رئْمانَ بِالنَّصْبِ. فَقَالَ لَهُ الْكِسَائِيُّ: اسْكُتْ، مَا أَنْتَ وَذَا؟ يَجُوزُ: رئمانُ ورئمانَ ورئمانِ: فَسَكَتَ الْأَصْمَعِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: وَالنَّصْبُ بتُعطي، وَالْهَاءُ تَرْجِعُ عَلَى اللَّبَنِ؛ وَالرَّفْعُ عَلَى الْإِتْبَاعِ لِمَا؛ وَالْخَفْضُ بِالرَّدِّ عَلَى الْهَاءِ وَالتَّكْرِيرِ.
وَمَعْنَى الْبَيْتِ: إِنَّ هَذِهِ النَّاقَةَ الْعَلُوقَ إِذَا بَذَلَتْ لِلْحُوَارِ الشَّمَّ، وَهُوَ الرِّئْمَانُ، وَمَنَعَتْهُ اللَّبَنَ، لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ، فَكَذَلِكَ الْقَوْلُ بِلَا فعلٍ لا جداء معه.

الصفحة 28