كتاب الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام

عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِحَسب ذَلِك الْوَقْت، وَلَعَلَّه كَانَ حرا وَنَحْوه وَالله أعلم.
الثَّالِث: وَهُوَ يحْكى عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن ذَلِك يجوز فِي الْغسْل دون الْوضُوء، لِأَن مَاء الْغسْل قد يضر لكثرته، بِخِلَاف مَاء الْوضُوء. وَلِهَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث: أَنه عَلَيْهِ السَّلَام تنشف بعد الْغسْل.
مِنْهَا: حَدِيث أم هَانِئ قَالَت: لما كَانَ يَوْم الْفَتْح، فَذكرت الحَدِيث إِلَى أَن قَالَت: فَقَامَ إِلَى غسله وسترته ابْنَته فَاطِمَة، ثمَّ أَخذ ثَوْبه فالتحف بِهِ، ثمَّ صلى ثَمَان رَكْعَات سبْحَة الضُّحَى - رَوَاهُ مُسلم.
وَقَالَ الإِمَام أَحْمد رَحمَه الله:
حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ سَمِعت يحيى بن أبي كثير يَقُول: حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أسعد بن زُرَارَة عَن قيس بن سعد بن عبَادَة قَالَ: زارنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي منزلنا فَذكر الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ: فَأمر لَهُ سعد بِغسْل، فَوضع فاغتسل، ثمَّ نَاوَلَهُ أَو قَالَ: ناولوه ملحفة مصبوغة بزعفران وَوَرس، فَاشْتَمَلَ بهَا ثمَّ رفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُول: اللَّهُمَّ اجْعَل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبَادَة ... وَذكر تَمام الحَدِيث.
وَهَذَا إِسْنَاد جيد، رِجَاله ثِقَات.

الصفحة 92