قَالَ شُعْبَةُ: " إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ أحدكم أخاه، هو قول ابن عمر "1 2.
__________
1. لم أجده من طريق سعيد بن عامر إلا أن ابن حجر ذكر رواية سعيد هذه (الفتح 9/570) وقال: " أخرجه الخطيب، إلا أن سعيدا أخطأ في اسم التابعي فقال: عن شعبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر والمحفوظ – جبلة بن سحيم كما قال الجماعة " أهـ.
2. لقد رجح الإمام النووي والحافظ ابن حجر ثبوت رفع كلمة الاستئذان إلى رسول لله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنها ليست موقوفة على ابن عمر، فقال النووي (13/229) وقوله: قال شعبة لا أرى هذه الكلمة إلا من كلام ابن عمر ... وهذا الذي قال شعبة لا يؤثر في رفع الاستئذان إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه نفاه بظن وحسبان وقد أثبته سفيان في روايته فثبت. أهـ.
قال الحافظ (الفتح 9/570) : والحاصل أن أصحاب شعبة اختلفوا، فأكثرهم رواه عنه مدرجا، وطائفة منهم رووا عنه التردد في كون هذه الزيادة مرفوعة أو موقوفة، وشبابة فصل عنه وآدم جزم عنه بأن الزيادة من قول ابن عمر، وتابعه سعيد بن عامر إلا أنه خالف في التابعي فلما اختلفوا على شعبة وتعارض جزمه وتردده وكان الذي رووا عنه التردد أكثر، نظرنا فيمن رواه غيره من التابعين، فرأيناه قد ورد عن الثوري وأبي إسحاق الشيباني – تقدم تخريج روايتهما -.
ومسعر – روايته عند النسائي في الكبرى موقوفة: تحفة الأشراف (5/326) وزيد بن أبي أنيسة – روايته عند ابن حبان في النوع الثامن والخمسين من القسم الثاني من صحيحه – بلفظ: من أكل مع قوم من تمر فلا يقرن، فإن أراد أن يفعل ذلك فليستأذنهم ... ، وهذا أظهر في الرفع مع احتمال الإدراج، ثم نظرنا فيمن رواه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير ابن عمر فوجدناه عن أبي هريرة وسياقه يقتضي الرفع – ثم ذكر ألفاظه ومن خرجها عنه ثم قال: فالذي ترجح عندي أن لا إدراج فيه، وقد اعتمد البخاري هذه الرواية وترجم عليها في كتاب المظالم وفي الشركة. أهـ.
ورواية أبي هريرة أخرجها البغوي في شرح السنة – 11/328 ح 2892 – عن عطاء بن السائب وذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد – 5/41 – وقال: رواه البزار وفيه عطاء وقد اختلط وبقية رجاله رجال الصحيح. أهـ.
قلت: ورواه عن أبي هريرة الشعبي ذكره ذلك الحافظ وعزاه إلى ابن حبان.
قال الهيثمي: ورواه أبو طلحة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواه الطبراني وفيه عمر بن دريج ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن معين بقية رجاله ثقات، وعن بريدة قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كنت نهيتكم عن القران في التمر فإن الله قد أوسع عليكم فاقرنوا " رواه الطبراني والبزار وفي إسنادهما يزيد بن بزيع – بالموحدة والزاي – وهو ضعيف. أهـ.