كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل (اسم الجزء: 1)
49- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ1 الْحَافِظُ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كُنْتُ أُقْرِئُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي ((خِلافَةِ عُمَرَ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ – وَنَحْنُ بِمِنًى – أَتَانِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي مَنْزِلِي)) 2 عِشَاءً3، فَقَالَ: لَوْ شَهِدْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي سَمِعْتُ فُلانًا يَقُولُ: لَوْ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ بَايَعْتُ فُلانًا. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ مُحَذِّرُهُمْ4 هَؤُلاءِ الرَّهْطَ الذين يُرِيدُونَ أَنْ يَغْتَصِبُوا الْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ5 قَالَ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رِعَاعَ6 النَّاسِ وغوغاهم6، وإنهم الذين يَغْلِبُونَ عَلَى مَجْلِسِكَ وَإِنِّي أَخْشَى إن قلت الْيَوْمَ مَقَالَةً أَنْ يَطِيرُوا بِهَا كُلَّ مَطِيرٍ، وَلا يَعُوهَا وَلا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، وَلَكِنْ أَمْهِلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ السُّنَّةِ وَالْهِجْرَةِ وَتَخْلُصَ بِالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَتَقُولَ مَا قلت متمكنا فيعوا مقالتك،
__________
1. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن إسحاق الأصبهاني.
2. ما بين إشارتي التنصيص كتب في الهامش وكتب بعده (صح أصل) .
3. في مصنف عبد الرزاق: (عشيا) .
4. هكذا في الأصل وفي المصنف = فنحذهم = وفي الصحيح ومسند أحمد كما سيأتي تخريجه = فمحذهم =.
5. في البخاري (يغصبوهم أمورهم) (الفتح 12/144 ح 6830) .
6. قال الحافظ في الفتح 12/147: الرعاع – بفتح الراء ومهملتين – الجهلة الرذلاء، وقيل: الشباب منهم، والغوغاء: - بمعجمتين بينهما واو ساكنة – أصله صغار الجراد حين يبدأ في الطيران ويطلق على السفلة المسرعين إلى الشر.
الصفحة 488