– وَكَانَ أَفْقَهَ مِنْهُ -: فَقَالَ: صَدَقَ اقضي بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَائْذَنْ لِي:1 أَنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا2 عَلَى هَذَا وَأَنَّهُ زَنَا بِامْرَأَتِهِ فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ وَخَادِمٍ، فَسَأَلْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ابْنِي إِلا مِائَةُ جَلْدَةٍ وَتَغْرِيبُ سَنَةٍ، وَأَنَّ عَلَى امْرَأَتِهِ الرَّجْمَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ، الْمِائَةُ شَاةٍ وَالْخَادِمُ رَدٌّ عَلَيْكَ، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ سَنَةٍ، وَعَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمُ إِنِ اعْتَرَفَتْ، فَاغْدُ يَا أُنَيْسُ عَلَى امْرَأَتِهِ فَإِنِ اعترفت فارجمها، فاعترفت فرجمها " 3.
__________
1. كتب عليه (كذا) لعله إشارة إلى أن في الكلام نقص وكانت الأولى إضافة (أن أتكلم، أو نحوها) .
2. أي أجيرا وهو مشهور في كتب شروح الحديث وغريبه.
3. هذه الرواية من طريق سفيان بن عيينة أخرجها الإمام النسائي في السنن 8/241 باب صون النساء عن مجلس الحكم من كتاب القضاء، عن قتيبة عن سفيان ... به. إلا أنه لم يذكر كلام سفيان الأخير، ورواه أحمد في المسند 4/115 عن سفيان به، زاد فيه عند ذكر شبل. قال سفيان: قال بعض الناس: ابن معبد، الذي حفظت: شبلا، ورواه أيضا الترمذي في جامعه 4/39 ح 1433 باب ما جاء في الرجم على الثيب.
وأخرجه أيضا بهذا الإسناد والسياق الإمام أبو محمد الدارمي في سننه 2/98 ح 2322 باب الاعتراف بالزنا من كتاب الحدود، عن محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان ... به، وأيضا لم يذكر ما ذكره سفيان في آخر الحديث عن أنيس أنه من أسلم، وأخرجه البخاري في كتاب الحدود عن ابن المديني عن سفيان ولم يذكر شبلا (الفتح 12/136 ح 6828) .
وكذلك ذكره أيضا ابن عبد البر في التمهيد 9/74، وعقب عليه بقوله: ولا مدخل لشبل في هذا الحديث بوجه من الوجوه ... أهـ، وسيأتي الكلام على ذلك بعد قليل. ورواه الحميدي في مسنده 2/354 ح 811 عن سفيان ... به وفيه في آخره ذكر كلام سفيان أن أنيس من أسلم.
وأخرجه من طريق محمد الصباح عن سفيان ... به الإسماعيلي ذكر ذلك الحافظ في الفتح 12/137.