كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل (اسم الجزء: 1)

قَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَأَنَا أَسْمَعُ: " نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَادٍ يقال له وادي خم1 فأمرنا بِالصَّلاةِ فَصَلاهَا بِهَجِيرٍ، قَالَ: فَخَطَبَنَا، وظُلِل لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبٍ عَلَى شَجَرَةٍ سَمُرَةٍ مِنَ الشَّمْسِ، فَقَالَ: أَلَسْتُمْ تعلمون أو لستم تشهدون أني أولى من كل مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَإِنَّ عَلِيًّا مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَوَالِ مَنْ وَالاهُ " 2.
الَّذِي سمع ميمون أبو عبد الله بن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ مِنْ أَوَّلِ هَذَا الْحَدِيثِ إِلَى قَوْلِهِ: " فَإِنَّ عليا مولاه، وأما ما بَعْدَهُ فَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ غَيْرِ زَيْدٍ عَنْ زَيْدٍ.
بَيَّنَ ذَلِكَ شُعْبَةُ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ مَيْمُونٍ هذا الحديث:
وأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْمَاطِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ أَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادٍ نَا أَبُو مُوسَى – هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى – نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ نا شُعْبَةُ عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كنت عند زيد (81/أ) بْنِ أَرْقَمَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أقصى الفسطاط فسأله عن [ذا فَقَالَ] 3: " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ..؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فعلي مولاه ".
__________
1. قال في معجم البلدان 2/389، والنهاية 2/18: اسم موضع غدير خمّ، ونقل ياقوت عن الحازمي قوله: خمّ: واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير، عند خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة ... أ. هـ.
2. رواه أحمد في المسند بإسناده ومتنه 4/372.
ورواه الطبراني في الكبير 5/229 ح 5092.
3. ما بين المعكوفتين هكذا رسمه في الأصل وعلم عليه بعلامة التضبيب وفي مسند أحمد 4/372: عن داء بدال مهملة ثم ألف بعدها همزة.

الصفحة 566