كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل (اسم الجزء: 2)

فَلَمَّا أَصْبَحْنَا رَأَيْنَاهُ مُقْبِلا فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِتْنَا بِشَرِّ ليلة بات بها قوم، فَقَدْنَاكَ، فَقَالَ: إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِي الجن فانطلقت أقرئهم1 القرآن، فانطلق بنا فأردنا بُيُوتَهُمْ وَنِيرَانَهُمْ، وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ: كُلُّ عَظْمٍ لَمْ يُذْكَرْ عَلَيْهِ اسم2 يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ لَحْمًا وَكُلُّ بَعَرَةٍ3 عَلَفًا لِدَوَابِّكُمْ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسْتَنْجَى بهاما، وقال: هما4 زاد إخوانكم الْجِنِّ" 5.
كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَعَبْدُ الأَعْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ وُهَيْبِ بْنُ خَالِدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ.
وتابعهم عدي بن أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيُّ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ عَدِيٍّ، فَرَوَاهُ عَنْ دَاوُدَ كَذَلِكَ سِيَاقَةً وَاحِدَةً مَرْفُوعًا مُتَّصِلا، وَبَعْضُ الْمَتْنِ لَيْسَ هُوَ عِنْدَ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ، وَإِنَّمَا كَانَ يَرْوِيهِ مُرْسَلا لا يُسْنِدُهُ إِلَى أَحَدٍ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ "وَسَأَلُوهُ الزَّادَ" إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ، فَأُدْرِجَ ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ عاصم وعبد الأعلى.
__________
1 في الأصل: "أقرئهم" ووضع عليه علامة التضبيب، والتصويب من مسند الطيالسي.
2 هكذا في الأصل ومسند الطيالسي، وفي الروايات السابقة واللاحقة "اسم الله".
3 في هذا الموضع من الأصل علامة التضبيب، ولعله بسبب نصب "علفاً"، وهو كذلك منصوباً في مسند الطيالسي، وفي بعض الروايات السابقة ذكر الناصب له، وهو فعل "يكون علفاً"، وسيأتي في بعض الروايات "علف" بالرفع، والوجهان جائزان، والله أعلم.
4 في الأصل "هو" وعلم عليه بعلامة التضبيب، والتصويب من المسند الطيالسي، والسياق يقتضي ذلك، والله أعلم.
5 رواه أبو داود الطيالسي في المسند 37 ح 281 بهذا الإسناد والسياق، وأخرجه من طريق موسى بن إسماعيل عن وهيب، عن داود ... به الإمام أبو داود في سننه 1/ 67 ح 85، كتاب الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ، إلا أنه عنده مختصرا إلى قوله: "ما كان معه أحد".

الصفحة 624