كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل (اسم الجزء: 2)

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكُمْ لَيْلَةَ الْجِنِّ أَحَدٌ؟
فَقَالَ: فَقَدْنَا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ حَتَّى قُلْنَا: اسْتُطِيرَ أَوِ اغْتِيلَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا أَحَدٌ.
فَلَمَّا أَصْبَحْنَا افْتَرَقْنَا نَطْلُبْهُ، فَإِذَا هُوَ جَاءَ مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ، فَانْطَلَقْتُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَسَأَلُونِي الزَّادَ" 1.
قَالَ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ: هَذَا آخِرُ حَدِيثِ يَحْيَى.
وَقَالَ أَحْمَدُ2 بْنُ جَابِرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَقُلْتُ لَهُمْ: كُلُّ عَظْمٍ لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ في أيديكم أوفر لحماً، وكل بعرة علف لِدَوَابِّكُمْ، فَلا تَسْتَنْجُوا بِعَظْمٍ وَلا بَعَرَةٍ، فَإِنَّهُ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ" 1.
وأما حديث إسماعيل بن3 علية الذي فصل بين كلام الشعبي الذي أرسله وبين ما قبله:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ، أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ (90/ب) بْنُ نَجْدَةَ، نا سَعِيدُ بْنُ منصور، نا
__________
1 لم أقف عليه من هذا الطريق بهذا السياق، والله أعلم.
2 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، وهو تنبيه على سقوط "عمرو"، إذ الصواب: أحمد بن عمرو بن جابر كما مرّ في الإسناد.
3 إسماعيل بن إبراهيم بن علية.

الصفحة 627