أخبرنا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مَخْلَدٍ الْكُوفِيُّ، نا الْحِمَّانِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ دَخَلَ الْمَقْبَرَةَ فَصَلَّى عَلَى رجل بعد ما دُفِنَ ثُمَّ قَالَ: مُلِئَتْ هَذِهِ الْمَقْبَرَةُ نُورًا بَعْدَ أَنْ كَانَتْ عَلَيْهِمْ مُظْلِمَةً" 1.
اتفق أبو داود الطيالسي ومسدد2 (92/أ) من طريق معاذ بن المثنى عنه على رواية هذا الحديث عن حماد بن زيد، عن ثابت البناني سياقة متقاربة، وتابعهما يحيى بن الحماني على رواية آخر المتن عن حماد.
وقرن أبو داود رواية حماد برواية أبي عامر الخزاز عن ثابت، ومن المتن كلام أدرج في حديث أبي هريرة وليس منه، وهو قوله: " إن هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ يُنَوِّرُهَا بِصَلاتِي عليها أو عليهم".
كان ثابت يرسل هذا الكلام (عَنِ) 3 النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يسنده4، بين ذلك عارم5 بن الفضل، وعفان بن مسلم، ومحمد بن عبيد بن حساب6 جميعا عن حماد بن زيد.
__________
1 لم أجده بهذا السياق من رواية الحماني، والحماني متكلم فيه كما مرَّ بيان ذلك.
2 في هامش الأصل: "قوبل فصح إن شاء الله تعالى".
3 في الأصل "على"، ولعل ما أثبته أنسب للسياق، والله أعلم.
4 نص على ذكر الإدراج والإرسال في هذا الحديث الحافظ البيهقي في السنن الكبرى 4/ 47، وكذلك الحافظ في الفتح 1/ 553، وذكر أنه ذكر جميع طرقه وبينها في كتابه "تقريب المنهج في ترتيب المدرج"، وهو مفقود فيما أعلم.
5 بالمهملة والراء، هذا لقب لمحمد بن الفضل السدوسي.
6 بكسر الحاء وتخفيف السين المهملتين.