كتاب مسند الموطأ للجوهري

قَالَ: حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: كَانَ يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ، أَوْ يُوسُفُ بْنُ يُونُسَ، شَكَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، مِنْ عُبَّادِ النَّاسِ، فَرَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ فَوَقَعَ مِنْ نَفْسِهِ مِنْهَا شَيْءٌ، فَقَالَ " اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ لِي بَصَرِي نِعْمَةً، وَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَلَيَّ نِقْمَةً فَاقْبُضْهُ إِلَيْكَ، فَكَانَ يَرُوحُ إِلَى الْمَسْجِدِ يَقُودُهُ ابْنُ أَخٍ لَهُ، فَإِذَا اسْتَقْبَلَ بِهِ الأُسْطُوَانَةَ، اشْتَغَلَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَإِذَا نَابَتْهُ حَصْبَةٌ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَبَيْنَمَا هُوَ يُصَلِّي ذَاتَ يَوْمِ ضَحْوَةٍ إِذَ حَسَّ فِي بَطْنِهِ شَيْئًا فَهَبَّ ابْنُ أَخِيهِ، فَاشْتَغَلَ مَعَ الصِّبْيَانِ يَلْعَبُ وَلَمْ يَأْتِهِ، فَلَمَّا خَافَ عَلَى نَفْسِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ لِي بَصَرِي نِعْمَةً، وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَلَيَّ نِقْمَةً، فَسَأَلْتُكَ فَقَبَضْتَهُ، اللَّهُمَّ إِنِّي خَشِيتُ الْفَضِيحَةَ.
قَالَ: فَانْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَهُوَ يُبْصِرُ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ أَعْمًى وَرَأَيْتُهُ بَصِيرًا
831 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْوَرْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ يُونُسَ، وَأَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ يُونُسَ بْنِ حِمَاسٍ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ حِمَاسٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَتُتْرَكَنَّ الْمَدِينَةُ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَتْ حَتَّى يَدْخُلَ الْكَلْبُ وَالذِّئْبُ، فَيُغَذِّي عَلَى بَعْضِ سَوارِي الْمَسْجِدِ أَوْ عَلَى الْمِنْبَرِ.
قَالُوا: أَيَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلِمَنْ تَكُونُ الثِّمَارُ ذَلِكَ الزَّمَانُ؟ قَالَ: لِلْعَوافِي: الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ ".

الصفحة 615