كتاب وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر

والشعب المسلم يضم القاعدة الشعبية على اتساعها وهي التي تضم كل أفراد الأمة الإِسلامية، ثم أن الأمة تفوض السلطة للِإمام [الحاكم] فيكون نائباً عنها في أعماله وهو بدوره يفوض عنه الوزراء أو الأمراء والولاة والقضاة ونحوهم وبذا تتكون الجماعة القيادية التي تباشر الممارسة الفعلية للحياة السياسية والدستورية (¬1) الإِسلامية وتسمى: " القوى الشعبية الإِسلامية ". ويمكن أن تسمى القاعدة الشعبية [المحكومون] والقوة الشعبية [الحكام]، وكل عليه واجبات ومسؤوليات يؤديها في ظل نظام معين تسير عليه الجماعة الإِسلامية طبقاً لقواعد موضوعية غرضها الأسمى خدمة الشريعة الإِسلامية.
أما لماذا وصفت الشعوب بـ[المسلمة] بالذات والتحديد؛ لأن غير المسلمين الذين يقيمون إقامة دائمة في الدولة الإِسلامية فهم معاهدون بمعاهدة خاصة تسمى "عقد الذمة"، وهم وإن كانوا من رعايا الدولة الإِسلامية إلَّا أنهم ليسوا من الأمة الإِسلامية (¬2)، (¬3).
° الأمر الثالث: أنه قد ثار الجدل واحتدم النقاس في الآونة الأخيرة في البلاد التي لا تطبق شرع الله -تعالى- حول الِإجابة على سؤال يطرح نفسه وهو: من المسؤول عن عدم تطبيق الشريعة الإِسلامية في هاتيك البلاد؟
¬__________
(¬1) الدستور: كلمة فارسية معناها: القاعدة التي يعمل بمقضاها وجمعها دساتير. المنجد في اللغة والأعلام ص 214.
(¬2) بتصرف من: النظام الدستوري في الإِسلام لمصطفى كمال وصفي ص 66، 67.
(¬3) سيجد القارئ تفصيلًا وافيًا في هذا الكتاب عن الأقليات المسلمة ما لها وما عليها في الدولة الإِسلامية ص 225.

الصفحة 20