كتاب وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر

الشريعة لِإقامتها في المجتمع الِإنساني {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)} (¬1).
(ج) إلحكم أمانة والنصوص الواردة في ذلك:
نعم: إن الحكم أمانة ثقيلة ومسؤولية فادحة أمام الله -تعالى- ومن أوجب الأمانات أداء صاحب الولاية العامة أمانة ولايته لمن ولاه الله عليهم وفي مقدمتها العمل طبقًا لما جاء في كتاب الله -تعالى- وسنَة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
يقول أبو يوسف القاضي مخاطباً هارون الرشيد: (واعمل بما ترى أنه أصلح للمسلمين وأعم نفعاً لخاصتهم وعامتهم وأسلم لك في دينك وكل ما رأيت أن الله يصلح به أمر الرعية فافعله ولا تؤخره فإني أرجو لك بذلك أعظم الأجر وأفضل الثواب) (¬2) ... حقاً:
إن أي تقصير أو خداع أو غش في أداء الحاكم لهذا الواجب العظيم يعتبر خيانة والله -تعالى- يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27)} (¬3).
ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلَّا حرم الله عليه الجنة" (¬4).
¬__________
(¬1) سورة الحج: آية 41.
(¬2) الخراج، لأبي يوسف ص 117، 118. وانظر: محاضرات في الثقافة الإِسلامية، لأحمد محمد جمال ص 181، 182 ومشكلات في طريق الحياة الإِسلامية للغزالي ص 74.
(¬3) سورة الأنفال: آية 27.
(¬4) صحيح مسلم 3/ 1460، كتاب الأمارة حديث رقم 142 - باب رقم 5.

الصفحة 30