كتاب وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر

من الناس في بغداد وعلى الذنوب والمعاصي التي كانت ترتكب جهارًا والمنكرات التي شاعت فكان مئات بل وآلاف من الناس يتوبون ويقلعون عن الذنوب وكان نشيج يعلو وقلوب ترق وعيون تدمع لأنه كان يمس القلوب ويصور الواقع ولا يكتفي بالكلام العام والوعظ التقليدي ومن يطلع على كتبه كصيد الخاطر وغيره يجد دليلًا على هذا" (¬1).
"فعلى الدعاة إلى الله أن يعرضوا على الناس أولًا مبادئ الدين الأساسية ثم يدعوهم إلى مطالبه ومقتضياته ولوازمه وشيئًا فشيئًا وألا يقدموا الفروع على الأصول والأحكام الجزئية على القواعد الشاملة وأن لا يضيعوا أوقاتهم في تهذيب المفاسد الظاهرة قبل أن يعالجوا المفاسد الأساسية وأن لا يقابلوا الواقعين في الغفلة والضلال بالازدراء والكراهية والإحتقار بل عليهم أن يوجهوا أفكارهم إلى علاجهم ومواساتهم وبذل النصيحة لهم بمثل ما يعامل به الطبيب مريضه" (¬2).
(والواجب على من ندب نفسه للدعوة إلى الله أن يبين للناس حقيقة شريعة الله ويفصل لهم بالبرهان من كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- ما أحله الله وما حرمه وما أباحه وما ألزمنا الله -تعالى- به من شرائع لم يجعل لأولي الأمر أو لغيرهم حقًا في تبديلها أو تغييرها وحدود ما أباح الله لأولي الأمر أو لغيرهم تنظيمه بالقوانين والقرارات واللوائح فضلًا عن أن يبين لهم الشروط الواجب توافرها فيمن يعتبر ولي أمر يتعين
¬__________
(¬1) انظر الرسل والرسالات، للأشقر ص 51 والدعوة الإِسلامية: الوسائل، الخطط المداخل من ص 411 - 413.
(¬2) أبو الأعلى المودودي: تذكرة دعاة الإِسلام ص 25 وما بعدها.

الصفحة 324