كتاب وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر

أما أن يدَّعو الإِسلام ويرفضوا حكمه ويعرضوا عن قرآنه وسنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويتنكروا لشرائعه وشعائره فهذا ما لا يقبله عقل ولا يقره دين" (¬1).
لقد آن للحكام أن يعلموا أنه لا خلاص لشعوبهم ولا استقرار لمجتمعاتهم إلَّا بالاسلام: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)} (¬2).
يقول ابن تيمية -رَحِمَهُ اللهُ-: (إن جميع الولايات في الإِسلام مقصودها أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا، فإن الله - سبحانه وتعالى - إنما خلق الخلق لذلك وبه أنزل الكتب وبه أرسل الرسل وعليه جاهد الرسول والمؤمنون) (¬3).
(ز) مهمة الحاكم مهمة شاملة:
قلت: نعم: إن مهمتهم كما وضحها شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه الله - بقوله: (إن مهمة الحكام ليست مقصورة على حفظ الأمن والدفاع عن البلاد والقيام بمتطلبات المعيشة ورفع مستواها بين الناس - فحسب -كما تقرره المذاهب الفردية بل إن مهمتهم مهمة شاملة ووظيفتهم ذات طبيعة عامة تختلف عن كل ما عرف من وظائف قديمًا وحديثًا إنهم مكلفون بمهمة غالية أنيطت بوجودهم ومسؤولية كبرى لا يسعهم جهلها أو تجاهلها أو التفريط
¬__________
(¬1) بتصرف من: الصحوة الإِسلامية بين الجحود والتطرف، د. يوسف القرضاوي ص 132، 133، 134، طبعة أولى 1402 هـ، قطر.
(¬2) سورة طه: آيتان 123، 124.
(¬3) الحسبة في الإِسلام لشيخ الإِسلام ابن تيمية ص 4، طبع الدجوى بالقاهرة 1402، تحقيق ومراجعة وتعليق: محمد زهري النجار.

الصفحة 34