كتاب وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر

المبحث الثاني
واجبات ومسؤوليات المحكومين نحو تطبيق الشريعة الإِسلامية
تمهيد:
إذا كان وجوب العمل بالشريعة الإِسلامية وجوباً حتمياً وتكليفاً شرعياً على الحاكم - فإنه من حيث مسؤوليته الحركية التنفيذية واجب جماعي على الأمة كلها من القاعدة إلى القمة عملاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ... الحديث) وبقوله - صلى الله عليه وسلم -كما جاء في الصحيح: "الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " (¬1).
فهذان الحديثان دعامة كبرى في القيام بالواجبات والحقوق فهما يقرران المسؤولية الفردية والجماعية في النفوس والأعمال، وكما قررنا سابقاً (¬2) من أن الإِسلام لابد له من أمة تحمله وسلطة تحميه وهما عنصر واحد في كفة واحدة يتكاملان ويتآلفان في غاية واحدة ويعملان لهدف واحد
¬__________
(¬1) صحيح مسلم 1/ 74 - باب 23 من كتاب الإِيمان رقم الحديث 55 طبع عام 1400 هـ توزيع ونشر الرئاسة العامة للإفتاء بالسعودية.
(¬2) انظر: ص 21 من هذا الكتاب.

الصفحة 38