كتاب وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر

وهو تطبيق الشريعة الإِسلامية؛ وبذا يصبح المجتمع خلية حية نابضة كل فرد فيها يبني ويحرص على البناء وكل إنسان فيها يعطي ويتنافس في العطاء.
(أ) تطبيق الشريعة الإِسلامية واجب جماعي على الأمة كلها:
عرفنا واجبات ومسؤوليات الحاكم. إذن: فما هي واجبات ومسؤوليات المحكومين، والمحكومون هم المُعبَّر عنهم بالأمة أو الجماعة التي تحمل الإِسلام وتكون أداته في عملية التغيير. وتتكون هذه الأمة من:
1 - القاعدة الشعبية على اتساعها وهي التي تضم كل أفراد الأمة الإِسلامية.
2 - القوى الشعبية وهم في الجماعة الإِسلامية: الحزب العامل لخدمة الإِسلام ونصرة قضاياه وهم - باستثناء الحاكم - الوزراء والأمراء والولاة بدرجتهم وهم أهل الشورى والبيعة وبطانة السلطان الناصحون له من العلماء والحائزين لثقة الأمة، وهؤلاء هم مفتاح الحكم وضوابطه وصماماته وهم قلب الأمة إذا صلحوا صلح النظام كله وإذا فسدوا أو أعيقوا عن العمل فسد نظام الحكم وتحول (¬1).
وأهم واجبات هؤلاء السهر على حفظ الشريعة الإِسلامية والقيام بها وتعليمها وإفشائها للناس علمًا وعملًا ونصرة الحاكم بتقديم النصح والمشورة له. يعينوه إذا أصاب ويبصرونه إذا ضل ويبذلون له النصيحة ظاهرًا وباطناً سرًّا وعلانية (¬2) ...
¬__________
(¬1) لم يستعمل في كتب الشريعة هذه التعبيرات وإنما نسوقها للقارئ للإِيضاح والتعريف فقط.
(¬2) بتصرف من النظام الدستوري في الإِسلام، د. مصطفى كمال وصفي ص 66، 83، 84.

الصفحة 39