كتاب وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر

تمهيد
إن مما يحمل على تطبيق الشريعة الإِسلامية -بل يعد دافعًا ومحركاً قويًا وعنصرًا فعالًا في تطبيقها- الإِيمان بخصائص هذه الشريعة سواء فيما يتعلق بالأصول والقواعد أم بالمبادئ والفضائل أم بالمناهج والوسائل أم بالأهداف والغايات بمعنى أن الإِيمان بالإِسلام يعني الإِيمان به عقيدة وشريعة ومنهج حياة.
وأُسس هذه العقيدة وركيزتها الإِيمان بالله ولن يتحقق الإِيمان إلَّا إذا صدقه العمل، فإذا وقر في وجدان المسلم بل والأمة جميعها ظهرت آثاره وانبسطت شعابه في واقع الحياة، وطريق الإِيمان بالله هو هدى الله المنزل على عبده المرسل محمد بن عبد الله - صلوات الله وسلامه عليه - وبذل المسلم وسعه في طاعته واتباعه والعمل بشريعته هو عنوان السعادة في الدنيا والآخرة. ولن تُستكملَ مسيرة الإِيمان حتى يعتقد المسلم اعتقادًا لا يساوره فيه شك أن الشريعة التي جاء بها محمد بن عبد الله شريعة عامة خالدة صالحة للِإنسان في كل زمان ومكان وأنها دعوة الله للِإنسانية كلها ولسائر أجناس البشر لا فرق في ذلك بين أبيضهم وأسودهم أو بين غنيهم وفقيرهم ورئيسهم ومرؤوسهم والرجل والمرأة في دعوة الله سواء وخطاب الله موجه إلى الناس

الصفحة 51