جملة، كما أنه تضمن أحكاماً تفصيلية في المسائل الأخرى سواء منها الاقتصادية أو العلمية أو السياسية أو الواقعية وغيرها، ولم يبق قول لقائل في عقيدة أو مبدأ أو تصور أو شريعة أو حكم أو عادة أو تقليد: قال قتادة: صدقاً فيما قال وعدلاً فيما حكم يقول صدقاً في الإِخبار وعدلاً في الطلب فكل ما أخبر به فحقٌّ لا مريةَ فيه ولا شك وكل ما أمر به فهو العدل الذي لا عدل سواه وكل ما نهى عنه فباطل فإنه لا ينهى إلَّا عن مفسدة.
لا معقب لحكمه -تعالى- لا في الدنيا ولا في الآخرة وهو"السميع" لأقوال عباده "العليم" بحركاتهم وسكناتهم الذي يجازي كل عامل بعمله" (¬1).
وقال -تعالى-: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)} (¬2).
"فهذه الآية خوطب بها جميع العالم لبيان أن القرآن الكريم من عند الله وأنه موعظة للعالمين وشفاء للمؤمنين وأنه اشتمل على مالهم وما عليهم، وأنه من عند الله -تعالى- لم يختلقه محمد - صلى الله عليه وسلم -، بل هو من عند الله -عَزَّ وَجَلَّ- فيه دواء لما في الصدور من العقائد الفاسدة والشكوك الواهية" (¬3).
¬__________
(¬1) انظر: تفسير القرآن العظيم لإبن كثير 2/ 167، 168، في ظلال القرآن للسيد قطب "بتصرف" 2/ 193، 194، 195.
(¬2) سورة يونس: آية 57.
(¬3) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لإبن عطية الأندلسي 7/ 167 طبع مؤسسة دار العلوم بقطر - الطبعة الأولى 1404 هـ، والفتوحات الإِلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية لسليمان بن عمر العجيلي الشافعي (الشهير بالجمل) 2/ 357.