كتاب المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد وتخريجات الأصحاب (اسم الجزء: 1)

وجوب التقليد في قضايا الاعتقاد، بقوله نظماً:
فواجب تقليد حَبْر منهم ... كذا حكى القوم بلفظ يُفهم
ورحم الله الشوكاني، المتوفى سنة (١٢٥٠ هـ (١)) ، إِذ قال في رَدِّه دَعْوى سَد بَابِ الاجتهاد، ووجوب التقليد، إِنَّها: " رفع للشريعة بأَسرها ونسخ لها ".
إِنَّهُ بهذه المنحة - السلطة الفقهية - اجتهد، أوْلاءِ الهُدَاة المصلحون، أولو البصائر، في الاعتناء بالفقه في دين الله، والتمكن من إِتقان الاستنباط، وَرَصْد النوازل، والواقعات، وعرضها على الدليل، وساروا في ذلك سَيْراً حثيثاَ، واسْتَمَرَّ بهم دُوْلاَبُ الحَيَاة إِلى الإمام قُدُماَ، في الاستدلال، والاستنباط، والتعليل، والتدليل، وإِرجاع الأَقاويل إِلى القسطاس المستقيم، والِإذعان للدليل، فكانوا في دَأَبِهِم كما قيل.
" سير السَوَاني سفر لا ينقطع "
فحازوا على إِرث عظيم، كُلٌّ حَسْبَ القَرَائح والفُهوم، ومَاَ أؤتي من عبقرية، ونبوغ في العلم، والفقه، ونبوغٍ في صناعة التأليف:
---------------
(١) شَرَفٌ لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وحدتهم في التاريخ عن مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم عن مكة- حرسها الله تعالى- إلى المدينة- حرسها الله تعالى- ولهذه الوحْدَة التاريخية فإن العلماء المتقدمين لم يكونوا يضعون حرف: " هـ " بعد التاريخ، رمزا للتاريخ الهجري؛ لوحدة التاريخ لديهم، وعلمهم به، ولأنه ليس قسيماَ لغيره كالتاريخ الميلادي، وكان في آخر من قفَى عمل المسلمين بعدم وضع الرمز " هـ " وعدم مقابلته بالتاريخ الميلادي هو الشيخ أحمد شاكر- رحمه الله تعالى- ولهذا لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما وضعت هذا الرمز، لأنه ليس لدينا- معشر المسلمين- تاريخ سواه.

الصفحة 12