كتاب المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد وتخريجات الأصحاب (اسم الجزء: 1)

ومن هذا لفظ: " الأخوة "، قال الله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) [سورة الحجرات، الآية: ١٠] وفي المبذرين قال سبحانه: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) [سورة الإسراء، الآية: ٢٧] وهو أُسلوب عربي معروف، ومنه قول الفلاح بن حزن:
أَخا الحرب لباساً إِليها جلالها ... وليس بولاج الخوالف أعزلا
قيل له: أَخا الحرب؛ لكثرة ملابسته لها، ونزوله في ساحاتها.
ومنه جَرَى فى عرف الناس قولهم: لوالد الزوجة: عم أو خال، والغريب يُدعى بذلك؛ لكثرة الملازمة.
وهذا خلاف إطلاق الرافضة ومن شابههم من غلاة الطُرقية الذين ينزلون: الغلامية، منزلة التعبيد لغير الله، حتى لقب بعضهم بقولهم " غلامك " والله أعلم.
وكثيرا ما يلحق اللقب الِإنسان؛ لملازمة كلمة يقولها، أو فعلة يفعلها، وملازمة شخص، أو مكان، أو جهة، أو كتاب، أو حرفة، أو عمل، وما أَشبه ذلك، وجميع هذا يكون اللقب على وجه المدح، أو النَّبْز.
ومن هذه الأَلقاب التي أطلقت على وجه النَّبْزِ والتعيير، فذكرها المترجمون في التراجم على وجه التعريف في بطون التراجم، فلا يتداولونها في كتب الفقه، وغيرها، وغالبًا ما تكون هذه الألقاب في غير المشاهير ومنها:

الصفحة 584