وقد روى عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عبيدالله بن أبي رافع، عن
علي: أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرفعهما عند الركوع (1). فليس الظنُّ بعلي رضي الله
عنه أن يختار فِعْله على فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن ليس أبو بكر النَّهْشَلي ممن
يُحتجّ بروايته وتثبت بها سنة لم يأتِ بها غيرُه.
والصواب: عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حُجْر، عن
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخلاف هذا، كما رواه الناسُ عن عاصم (2).
قال البخاري (3): «وروى أبو بكر النَّهْشليّ، عن عاصم بن كُلَيب، عن
أبيه: أن عليًّا رفع يديه في أول التكبيرة، ثم لم يَعُد. وحديث عبيدالله أصح
- يعني حديث عبيدالله بن أبي رافع - مع أن حديث كليب هذا لم
يحفظ رفع الأيدي، وحديث عبيدالله هو شاهدٌ.
فإذا روى رجلان عن محدّث أحدهما قال: رأيته فَعَل، والآخر قال:
لم أره فَعَل، فالذي قال: رأيته فعل هو شاهد، والذي قال: لم يفعل فليس
بشاهد؛ لأنه لم يحفظ الفعل» (4).