كتاب معجم ابن الأعرابي (اسم الجزء: 2)

1417 - نا ابْنُ عَفَّانَ يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيَّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ يَحْيَى الْقُرَشِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، وَكَانَ قَيْسٌ يُكْرِمُ وَلَدَ يُوسُفَ إِذَا نَزَلُوا، فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ نَزَلَ بِيَهُودِيٍّ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ، وَأَنْزَلَهُ وَأَكْرَمَهُ، فَقَالَ الشَّامِيُّ: إِنِّي لَا أَدْرِي مَا أُجَازِيكَ بِمَا صَنَعْتَ إِلَيَّ إِلَّا أَنِّي أُكْرِمُكَ بِحَدِيثٍ أُحَدِّثُكَهُ فَاحْفَظْهُ مِنِّي، إِنَّهُ خَارِجٌ بِأَرْضِ الْعَرَبِ بِأَرْضِ تَيْمَاءَ يَعْنِي (نَبِيٌّ)، فَإِنْ أَدْرَكْتَهُ فَاتَّبِعْهُ، فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَلْيَكُنْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَكَثُ عَهْدٍ قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: §فَاتَّبِعْنِي، قَالَ الْيَهُودِيُّ: لَا أَدَعُ دِينِي، وَلَكِنْ لِي أَلْفُ نَخْلَةٍ، فَلَكَ مِنْهَا مِائَةُ وَسْقٍ أُؤَدِّيهِ كُلَّ عَامٍ إِلَيْكَ، وَأَنَا آمَنُ عَلَى أَهْلِي وَمَالِي، فَاكْتُبْ لِي بِذَلِكَ، فَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ يُوسُفُ: فَهُوَ ذَا مَا يُؤْخَذُ مِنْهُ غَيْرُهُ حَتَّى السَّاعَةِ مِائَةُ وَسْقٍ مَا يُزَادُ عَلَيْهِ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي مَا أُكْرِمُكَ بِهِ إِذَا نَزَلْتَ بِي لِمَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ إِلَى مَنْ نَزَلَ بِكُمْ إِلَّا حَدِيثٌ أُحَدِّثَكُمُوهُ فَاحْفَظْهُ مِنِّي: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ كَانَ مَعَ عُثْمَانَ فِي الدَّارِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: لَوْ شِئْتُ خَرَجْتُ فَفْتَاتَ عَنْكَ النَّاسَ فَإِنِّي خَارِجٌ أُغْنِي عَنْكَ مِنِّي عِنْدِي قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: فَافْعَلْ فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ صَاحُوا فِي وَجْهِهِ، فَقَالُوا: النَّامُوسُ، النَّامُوسُ ثَلَاثَ مِرَارٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ، فَقَالَ لَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَيُّهَا النَّاسُ دَعُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ، فَلْيَتَكَلَّمْ، -[701]- فَخُذُوا مِنْ حَدِيثِهِ مَا شِئْتُمْ وَدَعُوا مَا شِئْتُمْ، فَتَكَلَّمَ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ دَعُوا عُثْمَانَ لَا تَقْتُلُوهُ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَإِنْ لَمْ يَمُتْ أَوْ يُقْتَلْ إِلَى خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَقَدِّمُونِي فَاضْرِبُوا عُنُقِي، فَقَالَ النَّاسُ: النَّامُوسُ النَّامُوسُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فَأَخَذَ بِيَدِي أَبِي، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ رُفِعَ سُلْطَانُ الدِّرَّةِ، وَوَقَعَ سُلْطَانُ السَّيْفِ لَا يَرْجِعُ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ سُلْطَانًا لَنْ يَزُولَ حَتَّى تَزُولَ الْجِبَالُ حَتَّى يَتَفَرَّقُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ خَرَجُوا عُصْبَةً بِسَوَادِ الْعِرَاقِ يَخْرُجُ فِيهِمْ أَمِيرُ الْغَضَبِ لَا يُوَجَّهُونَ بِشَيْءٍ إِلَّا فُتِحَ لَهُمْ، لَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي تَوْرَاةٍ، وَلَا إِنْجِيلٍ، وَلَا قُرْآنٍ أَفْضَلَ مِمَّا جَعَلَ لِأُولَئِكَ الْقَوْمِ، فَإِنْ وَجَدْتَ مِنَ الْعُدَّةِ وَالنَّشَاطِ فَلَا تُقَاتِلْ أَحَدًا أَبَدًا حَتَّى يَرَى ذَلِكَ، فَإِنْ قُلْتَ: أَلَا إِنَّ ذَلِكَ بَعِيدٌ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ كَانَ، أَلَا تَرَى مَا كَانَ بَيْنَ سُلَيْمَانَ وَالْوَلِيدِ، فَإِنْ أَدْرَكْتَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي، وَإِلَّا فَاحْفَظْ عَنِّي مَا قُلْتُ لَكَ

الصفحة 700