ونقل البناني1 في حاشيته على المحلى عن السيد الشريف2 ما نصه: "بل كماله في ذاته وصفاته يقتضي الكمال في فاعليته وأفعاله، وكمالية أفعاله تقتضي مصالح ترجع إلى العباد، فلا شيء خال عن الحكمة، ولا سبيل للنقصان والاستكمال إليه تعالى.
وهذا هو المذهب الصحيح، والحق الصريح الذي لا يشوبه شبهة ولا يحوم حوله ريبة" 3.
وقال صاحب نهاية الأقدام4 في الرد على المعتزلة: "قال أهل الحق: مسلم أن الحكيم من كانت أفعاله محكمة متقنة، وإنما تكون محكمة إذا وقعت على حسب علمه، وإذا وقعت على حسب علمه لم تكن جزافاً، ولا وقعت بالاتفاق"5.
__________
1 هو: عبد الرحمن بن جاد الله البناني، المكنى بأبي يزيد، العلامة المعتمد في المذهب المالكي، المحقق المؤلف، قدم مصر وأخذ عن علماء عصره بالأزهر حتى مهر في المعقول والمنقول، وتصدر للتدريس برواق المغاربة، له تصانيف مفيدة منها حاشيته على شرح الجلال المحلى لجمع الجوامع، توفي سنة 1198هـ.
انظر: الفتح المبين في طبقات الأصوليين 3/143، الأعلام للزركلي 4/73.
2 هو: علي بن محمد بن علي، المعروف بالسيد الشريف الجرجاني، المكنى بأبي الحسين، الحنفي، العالم بالعربية في عصره، ولد سنة 740هـ، وارتحل في طلب العلم وحصل، ثم توطن شيراز، وكان فرداً في علوم العربية والمنطق، عارفاً بالعلوم الشرعية، جرت بينه وبين سعد الدين التفتازاني مناظرات، انتصر فيها الجرجاني على التفتازاني، وكان الحكم بينهما نعمان الدين الخوارزمي، فذاعت شهرته وطار صيته، له مؤلفات في النحو والصرف بالفارسية، والمنطق، وله في أصول الفقه حاشية على مختصر المنتهى لابن الحاجب، وأخرى على شرح الأيجي للمختصر أيضاً، والتوضيح شرح به التنقيح، وحاشية التلويح، توفي سنة 816هـ بشيراز.
الفتح المبين: 3/21.
3 انظر: حاشية البناني على المحلى 2/233.
4 هو: محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح الشهرستاني من فلاسفة الإسلام، كان إماماً في علم الكلام، وأديان الأمم، ومذاهب الفلاسفة، الملقب بأبي الفضل، ولد سنة 479هـ، بشهرستان وتوفي بها سنة 548هـ، له مؤلفات منها الملل والنحل، ونهاية الأقدام في علم الكلام وغيرهما.
الأعلام للزركلي 7/83 - 84.
5 انظر: نهاية الأقدام في علم الكلام ص 401 - 402.