- كتاب القيامة
١٦٥٣٢ - عن عبد الرَّحمَن بن يعقوب الحُرَقِي، عن أبي هريرة، أن النبي صَلى الله عَليه وسَلم قال:
«يجمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد، ثم يطلع عليهم رب العالمين، ثم يقال: ألا تتبع كل أمة ما كانوا يعبدون، فيمثل لصاحب الصليب صليبه، ولصاحب الصور صوره، ولصاحب النار ناره، فيتبعون ما كانوا يعبدون، ويبقى المسلمون، فيطلع عليهم رب العالمين، فيقول: ألا تتبعون الناس؟ فيقولون: نعوذ بالله منك، نعوذ بالله منك، الله ربنا، وهذا مكاننا حتى نرى ربنا، وهو يامرهم ويثبتهم، ثم يتوارى، ثم يطلع، فيقول: ألا تتبعون الناس، فيقولون: نعوذ بالله منك، نعوذ بالله منك، الله ربنا، وهذا مكاننا حتى نرى ربنا، وهو يامرهم ويثبتهم، قالوا: وهل نراه يا رسول الله؟ قال: وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا، قال: فإنكم لا تضارون في رؤيته تلك الساعة، ثم يتوارى، ثم يطلع، فيعرفهم نفسه، فيقول: أنا ربكم اتبعوني، فيقوم المسلمون، ويوضع الصراط، فهم عليه مثل جياد الخيل والركاب، وقولهم عليه: سلم، سلم، ويبقى أهل النار، فيطرح منهم فيها فوج، فيقال: هل امتلات؟ وتقول: هل من مزيد، ثم يطرح فيها فوج، ويقال: هل امتلات؟ وتقول: هل من مزيد، حتى إذا أوعبوا فيها، وضع الرَّحمَن، عز وجل، قدمه فيها، وأزوى بعضها إلى بعض، ثم قالت:
⦗٥٩٤⦘
قط، قط، فإذا صير أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، أتي بالموت ملببا، فيوقف على السور الذي بين أهل النار وأهل الجنة، ثم يقال: يا أهل الجنة، فيطلعون خائفين، ثم يقال: يا أهل النار، فيطلعون مستبشرين يرجون الشفاعة، فيقال لأهل الجنة ولأهل النار: تعرفون هذا؟ فيقولون هؤلاء وهؤلاء: قد عرفناه، هو الموت الذي وكل بنا، فيضجع فيذبح ذبحا على السور، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود لا موت، ويا أهل النار خلود لا موت».