كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 34)

كلاهما (مَعمَر بن راشد، وإبراهيم بن سعد) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة، قال:
«قال الناس: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ فقالوا: لا يا رسول الله، قال: هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ فقالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترون ربكم، عز وجل، يوم القيامة، كذلك يجمع الله الناس، فيقول: من كان يعبد شيئًا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد القمر القمر، ومن كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله، عز وجل، في غير صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، عز وجل، فإذا جاءنا ربنا عرفناه، قال: فيأتيهم الله، عز وجل، في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه، قال: ويضرب بجسر على جهنم، قال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: فأكون أول من يجيز، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبها كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، عز وجل، فتخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل، ثم ينجو حتى إذا فرغ الله، عز وجل، من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يرحم ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله، أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم الله، عز وجل، على النار أن تاكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم من النار قد امتحشوا، فيصب عليهم من ماء، يقال له: ماء الحياة،

الصفحة 597