كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 34)

- وفي رواية: «كنا مع النبي صَلى الله عَليه وسَلم في دعوة، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة، وقال: أنا سيد القوم يوم القيامة، هل تدرون بمن؟

⦗٦٠٢⦘
يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيبصرهم الناظر، ويسمعهم الداعي، وتدنو منهم الشمس، فيقول بعض الناس: ألا ترون إلى ما أنتم فيه؟ إلى ما بلغكم، ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس: أَبوكم آدم، فياتونه فيقولون: يا آدم، أنت أَبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة، ألا تشفع لنا إلى ربك؟ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا؟ فيقول: ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، ونهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فياتون نوحا، فيقولون: يا نوح، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وسماك الله عبدًا شكورا، أما ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما بلغنا ألا تشفع لنا إلى ربك؟ فيقول: ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، نفسي نفسي، ائتوا النبي صَلى الله عَليه وسَلم فياتوني، فأسجد تحت العرش، فيقال: يا محمد، ارفع راسك، واشفع تشفع، وسل تعطه».
قال محمد بن عبيد: لا أحفظ سائره (¬١).
- وفي رواية: «أتي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ذات يوم بلحم، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها» (¬٢).
- وفي رواية: «وضعت بين يدي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قصعة من ثريد ولحم، فتناول الذراع، وكان أحب الشاة إليه، فنهس نهسة، فقال: أنا سيد الناس يوم القيامة، ثم نهس أخرى، فقال: أنا سيد الناس يوم القيامة، ثم نهس أخرى، فقال: أنا سيد الناس يوم القيامة، فلما رأى أصحابه لا يسألونه، قال: ألا تقولون كيف؟ قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: يقوم الناس لرب العالمين، فيسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمس من رؤوسهم، فيشتد عليهم حرها، ويشق

⦗٦٠٣⦘
عليهم دنوها منهم، فينطلقون من الجزع والضجر مما هم فيه،
---------------
(¬١) اللفظ للبخاري (٣٣٤٠).
(¬٢) اللفظ لابن ماجة.

الصفحة 601