كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 34)

فياتون آدم فيقولون: يا آدم، أنت أَبو البشر، خلقك الله بيده، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه من الشر؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه كان أمرني بأمر فعصيته، فأخاف أن يطرحني في النار، انطلقوا إلى غيري، نفسي نفسي، فينطلقون إلى نوح، فيقولون: يا نوح، أنت نبي الله، وأول من أرسل، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه من الشر؟ فيقول نوح: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة فدعوت بها على قومي فأهلكوا، وإني أخاف أن يطرحني في النار، انطلقوا إلى غيري، نفسي نفسي، فينطلقون إلى إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم، أنت خليل الله، قد سمع بخلتكما أهل السماوات والأرض، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه من الشر؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وذكر قوله في الكواكب هذا ربي، وقوله لآلهتهم بل فعله كبيرهم هذا، وقوله إني سقيم، وإني أخاف أن يطرحني في النار، انطلقوا إلى غيري، نفسي نفسي، فينطلقون إلى موسى، فيقولون: يا موسى، أنت نبي اصطفاك الله برسالاته، وكلمك تكليما، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه من الشر؟ فيقول موسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفسا ولم أؤمر بها، فأخاف أن يطرحني في النار، انطلقوا إلى غيري، نفسي نفسي، فينطلقون إلى عيسى، فيقولون: يا عيسى، أنت نبي الله، وكلمة الله وروحه ألقاها إلى مريم وروح منه، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه من الشر؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وأخاف أن يطرحني في النار، انطلقوا إلى غيري، نفسي نفسي، قال عمارة: ولا أعلمه ذكر ذنبا، فياتون محمدا صَلى الله عَليه وسَلم فيقولون: أنت رسول الله، وخاتم النبيين، غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، فأنطلق فآتي العرش فأقع ساجدا

⦗٦٠٤⦘
لربي،

الصفحة 603