كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 34)

١٦٦٢٢ - عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم قال:
«الجنة مئة درجة، ما بين كل درجتين مئة عام» (¬١).
أخرجه أحمد (٧٩١٠). والتِّرمِذي (٢٥٢٩) قال: حدثنا عباس العنبري.
كلاهما (أحمد بن حنبل، وعباس بن عبد العظيم العنبري) عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك بن عبد الله، عن محمد بن جحادة، عن عطاء، فذكره (¬٢).
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد.
(¬٢) المسند الجامع (١٥٣٤٤)، وتحفة الأشراف (١٤٢٠١)، وأطراف المسند (١٠٠٤٤).
والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٥٧٦٥).
- فوائد:
- قال الدارقُطني: يرويه محمد بن جحادة، واختُلِف عنه؛
فرفعه يزيد بن هارون، عن شريك، عن ابن جحادة، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم.
ورواه مالك بن مِغْوَل، عن ابن جحادة، عن عطاء من قوله، وهو أصح. «العلل» (٢١٤٨).
- وقال ابن حَجر: عطاء في رواية التِّرمِذي غير منسوب، وأظنه «عطاء بن يسار» (¬١)، فقد أخرج البخاري في «الجهاد» من طريق هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، نحو هذا. «النكت الظراف» على تحفة الأشراف (١٤٢٠١).
---------------
(¬١) في «تحفة الأشراف»، و «أطراف المسند»، هذا الحديث تحت ترجمة: «عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، وكذلك في «علل الدارقُطني»، والطبراني في «الأوسط».
١٦٦٢٣ - عن سعيد بن المُسَيب، أنه لقي أبا هريرة، فقال أَبو هريرة: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة، قال سعيد: أوفيها سوق؟ قال: نعم، أخبرني رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال:

⦗٦٨٠⦘
«إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم، فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا، فيزورون الله، عز وجل، فيبرز لهم عرشه، ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة، فتوضع لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من ياقوت، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم، وما فيهم دنيء، على كثبان المسك والكافور، ما يرون أن أصحاب الكراسي أفضل منهم مجلسا، قال أَبو هريرة: قلت: يا رسول الله، هل نرى ربنا؟ قال: نعم، هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟ قلنا: لا، قال: كذلك لا تتمارون في رؤية ربكم، عز وجل، ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله، عز وجل، محاضرة، حتى إنه يقول للرجل منكم: ألا تذكر يا فلان يوم عملت كذا وكذا؟ يذكره بعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب، أفلم تغفر لي؟ فيقول: بلى، فبسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه، فبينما هم كذلك غشيتهم سحابة من فوقهم، فأمطرت عليهم طيبا، لم يجدوا مثل ريحه شيئًا قط، ثم يقول: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة، فخذوا ما اشتهيتم، قال: فناتي سوقا قد حفت به الملائكة، فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله، ولم تسمع الآذان، ولم يخطر على القلوب، قال: فيحمل لنا ما اشتهينا، ليس يباع فيه شيء ولا يشترى، وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا، فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة، فيلقى من هو دونه، وما فيهم دنيء، فيروعه ما يرى عليه من اللباس، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها، قال: ثم ننصرف إلى منازلنا، فتتلقانا أزواجنا، فيقلن: مرحبا وأهلا، لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليه، فنقول: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار، عز وجل، ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا» (¬١).
---------------
(¬١) اللفظ لابن ماجة.

الصفحة 679