كتاب حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته في ضوء الكتاب والسنة (اسم الجزء: 1)
"فأما الشرك فلا يظن به"1.
وأما المعنى الصحيح لهذه الآية فقد أشار العلماء إلى عدة معان صحيحة لهذه الآية تشترك جميعها في تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن أن ينسب إليه شيء من الشرك أو الكفر قبل بعثته، ومن تلك المعاني ما يلي:
ا- أن يفسر الضلال هنا بمعنى الغفلة كما في قوله تعالى: {لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى} 2، وكما في قوله تعالى {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} 3 والمعنى أنه وجدك غافلا عما يراد بك من أمر النبوة4.
2- وقال بعضهم معنى (ضالا) لم تكن تدري ما القرآن والشرائع فهداك الله إلى القرآن وشرائع الإسلام، وهو بمعنى قوله تعالى: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ} وعلى هذا التفسير يكون المعنى: أي وجدك ضالا عن شريعتك التي أوحاها إليك لا تعرفها قبل الوحي إليك، فهداك إليها5.
3- وقال بعضهم معنى الآية أى وجدك في قوم ضلال فهداهم الله بك6.
4- وقال بعضهم الضلال بمعنى الطلب أي وجدك طالبا للقبلة فهداك إليها7 كما في قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} 8.
__________
1 تفسيرالقرطبي (20/ 99) .
2 الآية (52) من سورة طه.
3 الآية (3) من سورة يوسف.
4 تفسير القرطبي (20/ 96) وفتح القدير (5/ 458) .
5 انظر: تفسير ابن كثير (5/ 523) وتفسير القرطبي (20/ 96، 97) ، وفتح القدير (5/ 458) .
6 انظر: تفسير القرطبي (20/ 97) وفتح القدير (5/ 458) .
7 انظر: تفسير القرطبي (20/ 97) وفتح القدير (5/ 458) .
8 الآية (144) من سورة البقرة.