كتاب حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته في ضوء الكتاب والسنة (اسم الجزء: 2)

المبحث الأول: نماذج من الغلو الحاصل في شأن النبي صلى الله عليه وسلم
أ- ما يسمى بـ (الحقيقة المحمدية) :
وهي أسطورة من أساطير الصوفية، نسجها خيالهم المريض، وأوهامهم الفاسدة، فهي كذبة ليس لها رصيد من الواقع، بل هي مناقضة تمامًا لما أخبر به الله تعالى وقرره في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. أما عن فحوى هذه الأسطورة فيقول قائلهم:"اعلم أنه لما تعلقت إرادة الحق تعالى بإيجاد خلقه أبرز الحقيقة المحمدية من أنواره ثم سلخ منها العوالم كلها علوها وسفلها ... ثم انبخست منه صلى الله عليه وسلم عيون الأرواح فهو الجنس العالي على جميع الأجناس والأب الأكبر لجميع الموجودات"1.
ويقول آخر: "اعلم أن أنوار المكونات كلها من عرش وفرش وسماوات وأراضين وجنات وحجبا وما فوقها وما تحتها إذا اجتمعت كلها وجدت بعضا من نور النبي، وأن مجموع نوره لو وضع على العرش لذاب، ولو وضع على الحجب السبعين التي فوق العرش لتهافتت، ولو جمعت المخلوقات كلها ووضع ذلك النور العظيم عليها لتهافتت وتساقطت"2.
وفي هذا يقول شاعرهم:
أنشاك نورا ساطعا قبل الورى ... فردا لفرد، والبرية في عدم
ثم استمد جميع مخلوقاته ... من نورك السامي، فيا عظم الكرم
__________
1 الأنوار المحمدية (ص 9) .
2 هذه هي الصوفية (ص 87) .

الصفحة 711