كتاب حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته في ضوء الكتاب والسنة (اسم الجزء: 2)

ما خلقت الأفلاك" وهو موضوع1.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أوحى الله إلى عيسى يا عيسى آمن بمحمد وأمر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ولولا محمد ما خلقت جنة ولا نار ... "2.
وهذه الأحاديث الموضوعة وأمثالها لا يمكن أن يعول عليها في إثبات أمر شرعي كهذا.
أضف إلى ذلك مخالفتها للشرع فالذي تدل عليه النصوص الشرعية أن الله عز وجل إنما خلق الجن والإنس لغاية ذكرها في القرآن الكريم حيث قال عز وجل {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} 3.
قال ابن كثير: "ومعني الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء ومن عصاه عذبه أشد العذاب"4. وقال تعالى {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ
__________
1 قاله الصغاني في الأحاديث الموضوعة (ص 7) ، وانظر الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني (ص 326) وسلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني رقم 282.
2 لا أصل له مرفوعًا إنما أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 614، 615) من طريق عمرو بن أوس الأنصاري ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال: فذكره موقوفا وقال: "صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي بقوله "أظنه موضوعًا على سعيد".
وقد قال الذهبي في الميزان (3/ 246) عند ترجمته لعمرو بن أوس الذي روى هذا الحديث عن سعيد ما نصه: "عمرو بن أوس يجهل حاله أتى بخبر منكر، أخرجه الحاكم في مستدركه، وأظنه موضوعًا من طريق جندل بن والق" ثم ذكر نص هذا الحديث. ووافقه ابن حجر في اللسان (4/ 354) .
3 الآية (56) من سورة الذاريات.
4 تفسير ابن كثير (4/ 238) .

الصفحة 715