كتاب حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته في ضوء الكتاب والسنة (اسم الجزء: 2)

عنه العذاب، وقد كان في غمرة من النار، فلما شفع فيه صار في ضحضاح من النار، وفي رجليه نعلان من النار يغلي منهما دماغه، ولولاه لكان في الدرك الأسفل من النار هكذا رواه مسلم في صحيحه1 فانتفع به مع كفره في تخفيفه عذابه بأن شفع فيه.
والإيمان به نافع لمن آمن وإن لم تحصل معه شفاعة.
فهذان السببان هما اللذان ينفعان العبد من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
وأما مجرد توسل العبد بذاته أو إقسامه به بدون هذين السببين فلا ينفعه أصلا"2.
فالوسيلة لون العباد وبين ربهم عز وجل هي الإيمان بالرسل وطاعتهم قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} 3 وقال تعالى {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} 4 فالله تعالى يحب أن نتوسل إليه بالإيمان والعمل والصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم ومحبته وطاعته وموالاته.
2- التوسل إلى الله بعبادته وطاعته:
فالتوسل إلى الله بعبادته وطاعته من أعظم القربات التي يحبها الله ويرضاها من عبده ويثيبه عليها.
__________
1 صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه (1/ 134- 135) .
2 الرد على البكري (ص 61) .
3 الآية (69) من سورة النساء.
4 الآية (23) من سورة الجن.

الصفحة 732