كتاب حقيقة دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية

أَفِيقُوا أفيقُوا إنَّه ليسَ داعياً ... إلَى دين آباءٍ لَهُ وقَبائِل
دَعا لكِتاب اللهِ والسُّنة التِي ... أتانَا بها طَه النَّبي خَيْر قائِل
فَوا أَسفا والهفَ قَلْبي وحَسْرتى ... عَليهِ ويا حزْني لأكْرَم راحِل
ويا نَدمِي لوْ كانَ يُجْدي مِنَ القَضا ... ولكن قَضاءُ اللهِِِ أغلبُ حائِل
ولوْ كانَ مِنْ رَيب المنيَّة مُخلِص ... لكُنْت لهُ بالجهْدِ أيّ مُحاول
وما ماتَ كلاَّ بلْ إلَى جنَّة العُلى ... أتاهُ مِنَ الرَّحْمن أكْرَم ناقِل
ولما لهُ الفِرْدوسُ زادَ اشْتِياقها ... وكانَ لهَا كُفواً وأسْرَع واصِل
وكانَ علَى حُسْن الأرائِك في ذُرا ... أظلَّتها أهْنا وأرْفَه قائِل
شَدَت وَرَق أغْصَان الهناء تَرجعا ... تقولُ لهُ قدْ فُزتَ يا خَير عامِل
وخاطَبهُ التَّاريخُ فالا بقَوْله ... هَنيئاً في رَفيع المنازِل
فَيا سائر الأوْلادِ للشَّيخ إنَّني ... أُعزِّيكمُو معْ انْتسابِ ابنْ وائِل
وأُوصِيكم بالصَّبر طرا وبالرِّضا ... بجَارِِى القَضا في عاجلٍ ثم آجل
بتَسْليم أمرِ اللهِ ثمَّ احْتِساب مَا ... لدَيهِ تَعَالَى مِنْ أجُور جَزَائل
فَما جَزع يَوماً بِنَافع جَازع ... وما الحُزْن رَدًا للقَضَاء بعاجِل
ومِثْلُكم لا يعْتَريه تَزلْزل ... ولا وَهَن في فادِحاتِ النَّوازِل
فإن كانَ للجَنَّات والدُكُم مضى ... فَقَد كانَ فِينا مُعْقبا كلّ كامِل
وأنتُم بحمْدِ اللهِ عنْهُ خَلائف ... بعِلْمِ وفَضلِ شامِخٍ القَدْر شامِل
وإنّا لنرْجُو أنْ تَكُونو أئمة ... بكُم يُقتَدى في دِينِه كلَّ فاضِل
وللخَيْر والإحْسَان مِنْ كلِّ وجْهةٍ ... تَحثُ إليْكُم مُضموات الرَّواحِل
ونَسأل ربَّ العَرْش يُعظِم أُجورَكم ... ويحْمِيكُم مِنْ طارِقات الغَوائِل
ويُجبرُ صَدْع القَلْب والكَسْر منْكُم ... ويعقبكُم طراً جَمال المحافِلِ
ولا زلْتمُو غَيْظ القُلوب لِكل مَن ... يُعادِيكم مِنْ كلِّ حاف وناعِل
ولا فُجعَت في الدَّهر سَاحةُ سَوْحكم ... برُزءٍ لموْصُول المسرَّة فاضِل
عليْكم سلامُ اللهِ ما هبَّ ناسم ... وجمَّل زاكِي ذكْرِكم كلّ عاطِل
أَوْفى الثَّنا منِّي عليكُم مكررًا ... وأزْكَي تحياتِ سَوام كوَامِل
وأضْعافَها للمقرنييِّن كلِّهم ... هُداة الوَرَى مِنْ مَحْتدى فَرْع وائِل

الصفحة 124