كتاب مقالة التعطيل والجعد بن درهم

نراه ينتشر ويخرج من كتب التراث السلفي، ومؤلفات تحمل النهج الصحيح لأصدق دليل على أن الدعوة السلفية تعيش بحمد الله عصر ازدهار وتقدم، وأن المناهج الفلسفية الكلامية والطرق الصوفية البدعية تعيش عصر انحسار وتقهقر.
فالحمد لله على ما من به من نصره وتوفيقه وتأييده على أن الحقيقة التي يجب أن تقرر في هذا المقام أن مقالة التعطيل لم تندثر ولم يقض عليها قضاءً نهائياً فهناك عدد من الطوائف يحمل تلك المقالة وينادى بها فعلى سبيل المثال لا تزال مقالة المعتزلة التي تقوم في هذا الباب على إنكار صفات الله، يحملها وينادى بها عدد من الفرق ومنهم الرافضة الإمامية الذين تأثروا بالمعتزلة في هذه المسألة ولا يزالون إلى يومنا هذا على هذا المعتقد الفاسد الذي يضاف إلى جملة معتقداتهم الفاسدة.
وكذا الزيدية يقولون بقول المعتزلة وينفون جميع الصفات.
وكذا الإباضية من الخوارج وهم من بقايا الفكر الخارجي يوافقون المعتزلة في هذه المسألة ويقولون بقولهم.
وأضف إلى ذلك ما يقوم به المستشرقون في جامعاتهم الغربية من محاولة لدفع تلامذتهم من أبناء المسلمين إلى دراسة الفكر المعتزلي وتحقيق تراثه والحصول على درجتي الماجستير والدكتوراة في هذه الجوانب، وهم يسعون من وراء ذلك إلى إحياء أفكار المعتزلة ونشر تراثهم العفن بواسطة تلامذتهم الذين يرجعون إلى العالم الإسلامي بشهادات عالية تمكنهم من التدريس في جامعات المسلمين الأمر الذي يسهل لهم بث تلك الأفكار وإعادة نشرها من

الصفحة 125