كتاب مقالة التعطيل والجعد بن درهم

عمر بن عبد العزيز، فأحضره عمر، واستتابه، فتاب. ثم عاد للكلام فيه أيام هشام، فأحضره من ناصرة ثم أحضر له الأوزاعي لمناظرته، فأفتى الأوزاعي بقتله، فأمر به فقطعت يداه ورجلاه، ثم أمر به فصلب.1
فقد أخرج عبد الله بن الإمام أحمد بسنده عن أبي جعفر الخطمي قال: شهدت عمر بن عبد العزيز وقد دعا غيلان لشيء بلغه في القدر فقال له: ويحك يا غيلان ما هذا الذي بلغني عنك؟
قال: يُكذَب عليَّ يا أمير المؤمنين، ويُقالُ عليَّ ما لم أقل.
قال: ما تقول في العلم؟
قال: قد نفذ العلم.
قال: فأنت مخصوم، اذهب الآن فقل ما شئت، ويحك يا غيلان إنك إن أقررت بالعلم خصمت، وإن جحدته كفرت، وإنك أن تقر به فتخصم خير لك من أن تجحده فتكفر.
ثم قال: تقرأ ياسين؟
قال: نعم.
فقال: اقرأ {ياسين والقرآن الحكيم} 2
فقرأ: {ياسين والقرآن الحكيم} 3 إلى قوله: {لقد حقَّ القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون} 4
فقال: قف، كيف ترى؟
قال: كأني لم أقرأ هذه الآية يا أمير المؤمنين.
قال: زد. فقرأ {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقمحون
__________
1- الكامل لابن الأثير 5/263، الأعلام 5/124.
2- الآيتان 1-2 من سورة يس.
3- الآيتان 1-2 من سورة يس.
4- الآية 7 من سورة يس.

الصفحة 151