كتاب فضائل القرآن وتلاوته للرازي

الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ} [سورة الفرقان: 32. . .] الآية، أي: كذلك أنزلناه عَلَى التفريق والترتيل: {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ} [الفرقان: 32] .
قِيلَ: معناه لنثبته فِي فؤادك، والله أعلم.
ومنها: ما ورد عَن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فِي التنبيه عَلَى عظمة القرآن، وفضله عَلَى غيره من الكلام والكتب، وعلى شرف حملته وحفظته وقراءته، والترغب فِي تلاوته، وهذا موضع سياقته، غير أني أتقدم عَلَيْهِ بسند ما تقدم من قراءة النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وعرضه عَلَى غيره، وعرض الصحابة رضي الله عنهم، بعضهم عَلَى بعض، ففي جميع ذَلِكَ مستدل أَنَّهُ من الله سبحانه دعاء بِهِ إلى حفظه، وعطف عَلَى العمل بما فِيهِ، وأن لا يسع أحدا أن يتخلف عَن حفظه أو تحفظه، وتلاوته عَلَى الدوام إلَّا عَن عذر ظاهر، فطوبى لمن حفظه واستحكمه، وأحسن تلاوته واتبعه، وتدبره، وعمل بما فِيهِ، وأخلص النية فِي

الصفحة 50