كتاب الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز

معنى الآية: لا تجعلوا أيمانكم التي تحلفون بها على أنكم توفون بالعهد لمن عاهدتموه، دخلًا أي خديعة وغدرا، ليطمئنوا إليكم وأنتم تضمرون لهم الغدر" أهـ (¬1).
وعن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس" (¬2).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"خمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله عَزَّ وَجَلَّ، وقتل النفس بغير حق، أو نهب مؤمن، أو الفرار من الزحف، أو يمين صابرة يقتطع بها مالًا بغير حق" (¬3).

اليمين المنعقدة وحكمها:
اليمين المنعقدة هى اليمين التي يقصدها الحالف ويصمّم عليها، توكيدًا لفعل شيء أو تركه.
فإن برّ بيمينه فلا شىء عليه، وإن حنث فعليه الكفارة، لقوله تعالى:
{وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} (¬4). وقوله {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ} (¬5).

مبنى الأيمان على النية:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنما
الأعمال بالنية" (¬6) فمن حلف على شيء، وورّى بغيره، فالعبرة بنيته لا بلفظه:
عن سُويد بن حنظلة قال: خرجنا نريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعنا وائل بن حجر،
¬__________
(¬1) تفسير الطبرى (166/ 14).
(¬2) صحيح: [ص. ج 4601]، خ (6675/ 555/ 11)، نس (89/ 7)، ت (5010/ 303/ 4).
(¬3) حسن: [ص. ج 3247]، أ (220/ 68/ 14).
(¬4) البقرة: 225.
(¬5) المائدة: 89.
(¬6) سبق.

الصفحة 389