كتاب الفروق للسامري جـ 1 ط الصميعي

بأن فتح مكة كان في شهر رمضان فكيف تكون صائمة قضا أو تطوعًا.
فالجواب أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة ثمانية عشر يومًا حتَّى دخل شوال وكان جميع تلك الأيام تسمى أيام الفتح وكان (في) (١) بعض أيام شوال فكيف يطعن فيه وقد رواه الأئمة المذكورون ولم يقدح أحد في إسناده (٢).
وأما الحج والعمرة فأمر الله عَزَّ وَجَلَّ (٣) بإتمامهما بقوله تعالى {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (٤) ولم يفرق بين الفرض والنفل والأمر يقتضي الوجوب وقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (من كسر أو عرج فقد حل وليحج من قابل) (٥) ولم يفرق أَيضًا ولو كان الحكم يختلف لبينه لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.
وأما من حيث المعنى فإن الصوم والصلاة يخرج منهما بالفساد فلا يلزمه
---------------
(١) ما بين القوسين وهو حرف (في) في العباسية فقط.
(٢) انظر ما قاله ابن التركماني في كتابه الجوهر النقي مع البيهقي ٤/ ٢٧٨ حيث أوضح اضطراب سنده.
(٣) في العباسية (تعالى) بدلا من (عزَّ وجلَّ).
(٤) سورة البقرة آية ١٩٦.
(٥) المستدرك ١/ ٤٨٣ وقال هذا حديث صحيح على شرط البُخَارِيّ ولم يخرجاه، تلخيص المستدرك ١/ ٤٨٣، التِّرْمِذِيّ ٣/ ٢٦٨ وقال هذا حدث حسن صحيح، أبو داود ٢/ ٣٣ - ٤٣٤، النَّسائيّ ٥/ ١٩٨ - ١٩٩، ابن ماجة ٢/ ١٠٢٨، البيهقي ٥/ ٢٢٠، شرح السنة ٧/ ٢٨٨.

الصفحة 268